(بعد ظلمةٍ حالكة…
بدأ الإبحارَ في مخيّلتهِ، شعر أنّ هناك شيئاً ما بداخله نورٌ يتدفّق من أعماق قلبه، نظر الى السّماء وشعر أنّ بينه وبينها مودّة لا يستطيع تفسيرها ولا تحديد الزّمان الذي نشأتْ فيه…أحسّ أنّها مودّة عميقة بعيدةَ الغور تلوح في مخيّلته بين الحين والآخر تساءل ما معنى وجوده في هذه الحياة: أمنْ أجل التفكير وصياغة الحِكم؟ أم من أجل أن يقف على قدميه ويواجه المستحيلات؟
لا يجب أن تنظرَ إلى السّماء فقط بل إلى الذي يكمن وراءها حينها ستستطيع التألّق حتّى ترتقي الى النجوم لتصبح طيراً حراً لا يعرف المستحيل.. فبعد كلّ شتاء ربيع ينسج ثوباً أخضر.. لذلك على كلّ شخص النظر إلى الجانب المشرق حينها سيتغيّر العالم ليصبح قادراً على إظهار ما بداخله، ويشعر أنّه ما من شيء صعبٌ أمامه فالأمل وقود الإنجاز.. ومن الممكن لأيّ شخصٍ أن يصنع اختلافاً أو يغيّر العالم فقط إذا ما امتلك الثقة والإيمان بنفسه؛ فالتفاؤل بمثابة المطر الذي يهبط على الأرض الجافّة ليحيي فيها البذور حتّى تصبح خضراء يانعة وينتشر فيها الخير والعطاء…
ليس المهم أن تبدأ المهمّ أن تستمرّ وألّا تسمح لبريق الأمل في قلبك أن ينطفئ فإشراقة النهار تأتي بعد ظلمة حالكة وفي قلب كل شتاءٍ ربيع ووراء نقاب كل ليل اختلاجٌ لفجرٍ يبتسم).