أغلبنا شاف وسمع خبر سرقة تليفون مراسل الموقع الإخباري إياه، والحقيقة أول ما سمعت الخبر ضحكت ومخدتش بالي إني في غفلة كبيرة لا يعلم أبعادها إلا الله، فـ البوست ده موجه ليا أنا قبل أي حد، لعلي أستفيد منه بعدين، وده مش بوست برمجي أو تقني ولكن هتناقش في موضوع أهم بكتير جدًا
محدش تخيل إنه ممكن يبقى مكان السارق ده؟ واحد بيعمل ذنب ويتفضح على رؤوس العالم كله، والقريب والبعيد يشوف الذنب وينكشف ستر الله عنه، محدش تخيل إن ممكن ربنا يكشف ستره عننا ويفضحنا بذنوبنا؟
مش ببرر ليه إطلاقًا، بس فعليًا كلنا ذنوب ومعاصي، وكلنا بنداري وبنظهر قدام الناس بالصورة الحسنة اللي عاوزينهم يشوفونا فيها، وبننسى إن لولا ستر ربنا علينا حرفيًا محدش هيطيق يبص في وشنا وريحة ذنوبنا لوحدها كفيلة تنفر أي حد
غالبًا احنا متخيلين إننا اللي عاملين صورتنا الحلوة في عيون الناس، فاكرين إننا شطار جدًا في إخفاء ذنوبنا ومعاصينا، شايفين نفسنا بنظرة ملائكية وبنحكم على أخطاء الناس وناسيين أخطائنا، وده مش صحيح إطلاقًا، إحنا كويسين بستر ربنا علينا
دايمًا بنقول إن محدش بيحس بالنعمة اللي في إيده إلا لما يفقدها، وحقيقي نعمة الستر لوحدها كفيلة إنك ليل نهار تشكر ربنا عليها، الإمام ابن الجوزي رحمه الله قال “اعلم أن الناس إذا أعجبوا بك فإنما يعجبون بستر الله عليك”، وفي القرأن الكريم لما ربنا قال (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)، ابن عباس أشار لنعمة الستر، ولكن للأسف الإنسان بيعتاد النعمة وبينسى تأدية حقها
الستر من النعم العظيمة جدًا اللي منَّ بيها الستِّير على عباده، ربنا يعلم نية العبد في معصيته قبل ما يعصيه، شايف مكرك وسعيك للوصول للمعصية، وشايفك وانت بتستخبى من الناس، ربنا قال في القرأن الكريم (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا)
فـ بنصح نفسي قبل أي حد، نحاول نحافظ على ستر الله علينا، لا تجعل الله أهون الناظرين إليك، نفسك تحدثك بالمعصية وتشعرك إن محدش شايفك، حاول تفتكر إن ربنا شايفك، ويعلم باللي بيدور في ذهنك، وقادر يرسل عليك صاعقة تحرقك أو يقبض روحك وإنت على المعصية، ولكنه غفور رحيم سايبلك فرصة تستغفر وتتوب، ولو رجعت واستغفرت واستعذت بالله فـ ربنا بيقول في القرأن الكريم (لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا).
كل ما تشوف الراجل ده استغفرله وادعيله بالهداية، وادعي لنفسك بالثبات وإسأل ربنا إنه يسترك، وفي النهاية متنساش تكثر من الدعاء بالستر، اللهم استرنا فوق الأرض و تحت الأرض ويوم العرض عليك، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا، اللهم أسبغ علينا نعمك ظاهرها وباطنها، ما علمنا منها وما لم نعلم
أمين أمين.
الجينيص