أوراق «فيس بوك» والعرب ..!
بقلم: د . فؤاد شربجي
بعد حادثة انقطاع أو توقف منصات التواصل لسبع ساعات فتح ملف هذه الوسائل زوكربيرغ صاحب و مدير «فيس بوك و إنستغرام » رفض تقديم الوثائق و المعلومات حول نشاطات منصاته و لكن إحدى المسؤولات السابقات عنده , فرنسيس هوغن تقدمت بكل الوثائق و شهدت أمام الكونغرس حول ارتكابات هذه الوسائل بحق المجتمع و برغم أنها عدت واشية إلا أنها تابعت طريقها لتصل إلى مجلس العموم البريطاني و تكشف ما تفعله هذه الوسائل في أوروبا أي إنها – هوغن – أخذت «فيس بوك» و منوعاتها إلى مساءلة و محاسبة و محاكمة لن تخرج منها سالمة حسبما تفيد شهادة أو وشاية هوغن .. برغم أن زوكربيرغ هرب إلى الأمام معلناً تغيير اسم «فيس بوك» إلى «ميتا» مع تطوير تقني يزيد من تأثير هذه المنصة على سكان المعمورة .
هوغن كانت مسؤولة كبيرة في«فيس بوك» و شهادتها تأتي وفق مبدأ (و شهد شاهد من أهلها) و هذا ما يعطيها صدقية كبيرة و هي أكدت أمام «فيس بوك» أنها لا تهتم إلا بالأرباح و تضحي بأي شيء مهما كان حرصاً على زيادة أرباحها و أوضحت هوغن كيف أن « فيس بوك» تهمل مراقبة مواد التحريض و نشر العنف و بث التفرقة و نشر الأفكار المسيئة بما يؤثر سلباً في الأطفال و بما تسبب بإشعال نزاعات داخلية و أهلية في مناطق مختلفة ليس آخرها أثيوبيا، و بما يأخذ المجتمع إلى مواقف قاتلة كرفض التلقيح ضد «كورونا» – ألم يقل بايدن عن وسائل التواصل أنهم يقتلون الناس – و التركيز طبعاً, على ما أتاحته هذه المواقع لحركة ( كيو أنون) و (أوقفوا السرقة ) المؤيدتين لترامب و الرافضتين لنتائج الانتخابات و المحرضتين على إحداث الهجوم على الكابيتول… فرنسيس هوغن التي عدّ البعض شهادتها وشاية رأى فيها كثيرون صحوة ضمير و في كل الأحوال كشفت فيما قدمته أن زوكربيرغ يسيطر على 3 مليارات من المشتركين في وسائل التواصل التي يملكها، و من هنا خطورة ما يفعله و ما يؤثره في هؤلاء المشتركين .
لكن هوغن بشهادتها و بكل ما يثار حول «فيس بوك» و أخواتها لم يتعرض أحد إلى هذه المنصات إلى دورها في اضطرابات المنطقة العربية و التي سميت بـ ( الربيع العربي ) و بعضها تحول إلى حرب إرهابية على دول و بعضها إلى حرب تقسيمية و تدميرية و كلها لم ينتج عنها إلا دمار أوطان و انهيار بلدان و فتن و طائفيات و إرهاب و جوع و تخلف و رجوع إلى الوراء … هل ننتظر هوغن عربية تفضح دور هذه الوسائل بما حصل و بما فعلت ضد العرب أم هل يمكن أن تقوم مؤسساتنا بدراسة ما جرى دراسة علمية حقيقية لتقدم شهادتها أو وشايتها على الجرائم التي تسببت بها وسائل زوكربيرغ ضد شعوب و أوطان عربية ؟؟؟
صحيفة تشرين