الأستاذ أحمد الفقير يدخل أستاذ مادة الرياضيات في معهد الفار

الأستاذ أحمد الفقير

يدخل أستاذ مادة الرياضيات في معهد الفارابي في دمشق الأستاذ أحمد الفقير ، قاعة الصف بلباسه الأنيق ووجهه النّيِّر كرغيف خُبز ..ويكتب مباشرة معادلة مثلّثية على السبورة ويطلب منا نحن الطلاب أن نحل المعادلة بالنظر .. نعم بالنظر.. أي بدون استخدام الورقة والقلم…

كنتُ أنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر لأنها فرصتي لأتحدى ذاتي ومعرفتي .. رغم فشلي في ذلك عدة مرات ..

لم يكن هذا الرجل أستاذاَ عادياً للرياضيات و أعتقد أن براعته كانت تأتي من كونه شخصاً مبدِعاً قبل أن يكون مُلقّناً للمعلومات.. فقد ابتكر أسلوباً تعليمياً نادراً وصعباً لكنه كان اسلوباً مُحرِّضاً على الإبداع..

في فرنسا .. لا يوجد في المدارس الإبتدائية مثلاً منهاجاً ثابتاً موحَّداً توزعه وزارة التربية ، بل هناك خطوط عريضة وأساسيات يجب على الطالب معرفتها و يكون دور المعلم أن يختار حراً الوسائل الضرورية لضمان وصول هذه الأساسيات للطالب ( قراءة / كتابة/ حساب حسب عمره) ..
أي أن المنهاج المدرسي وقبل أن يخلِق الطالب المبدع يحتاج إلى معلّمٍ مبدع وباحث ومُحاوِل .. فلا” دليل مُعلّم” ولا من يحزنون .. هناك مُفتّشٌ من وزارة التربية يُقيِّم في زيارات متواترة قدرة هذا المعلم على إيصال المعلومة ولو على طريقته الخاصة …

أقصد هنا أن خلق جيل مبدع يأتي من وجود المصدر الفكري والعلمي المبدِع أولاً..أي من المُعلّم المبدِع..

وليس المبدِع فقط من يقدم الإبداع بل مَن يُحرِّض عليه ويكتشفه ..فالتحريض على الإبداع وإكتشافه هي خصلة لا تقل أهمية عن الإنتاج الإبداعي بحد ذاته..( أبي مثلاً لم يكتب أبداً .. لكنه كان السبب الأهم لحبي للكتابة)

عندما أسأل نفسي عن سرّ محبتي لأحد معلميّا أجد أن قدرته على تحريضي الإبداعي هي وراء هذه المحبة

د. رفيف المهنا
رحمه الله تعالى هو البوست ليس طبياً لكن دائماً تبنى الأمم بالعلم وحجر أساسها المعلم

(سماعة حكيم)