مع بداية موسم الشتاء تكثر الإصابة بواحدة من أخطر الحوادث التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان وهي الانسمام بأول أكسيد الكربون
*هذا الغاز عديم اللون وعديم الرائحة و الغير مهيج الذي يتشكل نتيجة الاحتراق الناقص للمواد الكربونية مثل الفحم والخشب والبنزين وغاز الطبخ وغيرها من انواع الوقود
* تزداد خطورة التسمم بهذا الغاز عند استخدام أجهزة التدفئة في أماكن محكمة الإغلاق .
♦️عندمايتراكم أول أكسيد الكربون في مجرى الدم و يبدأ ارتباطه بالهيموغلوبين بولع شديد ليتشكل الكاربوكسي هيموغلوبين مما ينتج عنه:
🔹-نقص إشباع الدم بالأوكسجين إلى مستويات خطيرة
🔹- كما يسبب هبوط ضغط الدم بآلية توسيع الأوعية المحيطية
🔹-وعندما يصل تركيز الكاربوكسي هيموغلوبين إلى قيم عالية ( >50%) فإنه يثبط حتى التنفس الخلوي.
♦️ عند التسمم الخفيف بأول أكسيد الكربون:
يحدث شعور بالصداع والغثيان والدوخة وصعوبة التركيز والنعاس, و في هذه المرحلة يتعافى معظم المصابين بمجرد انتقالهم من مكان التعرض إلى الهواء النقي
♦️ بينما يتسبب التسمم المتوسط:
بحدوث ضعف في المحاكمة و تخليط ذهني وفقدان وعي و اختلاجات و انخفاض ضغط و غيبوبة , وبذلك يكون الكثير من الضحايا عاجزين عن التحرك بأنفسهم و يجب إنقاذهم.
♦️ أما التسمم الشديد فيكون مميت غالباً.
هذا و يعد أول أكسيد الكربون من الغازات الخطيرة لأن الشخص المتعرض لا يمكنه تمييز النعاس على أنه أحد أعراض التسمم, ونتيجة لذلك يمكن للشخص المصاب بالتسمم الخفيف الذهاب إلى النوم والاستمرار في تنفس أول أكسيد الكربون حتى حدوث التسمم الشديد أو الوفاة.
لذلك نسمع بين الحين و الآخر عن حدوث وفيا كارثية لعائلات بأكملها بسبب تواجدهم بمكان مغلق مع جهاز تدفئة يعمل على الحطب أو الفحم.
♦️ العلاج :
-يتمثل العلاج بالدرجة الأولى بإبعاد المصاب عن مكان التعرض وإخراجه للهواء النقي الذي قد يكون كافياً في الحالات الخفيفة .
-وإلّا يُفضّل نقل المريض إلى المستشفى ليوضع على تراكيز عالية من الأكسجين الذي يسرع من اختفاء أول أكسيد الكربون في الدم .
-و في الحالات الشديدة يمكن الاستعانة بحجرات الضغط العالي من الأكسجين أو حتى وضع المريض على التهوية الآلية.
تزداد خطورة حدوث الوفاة عند الأطفال و المسنين والمصابين بأمراض قلبية وتنفسية مزمنة .
♦️ تشمل المضاعفات الخطيرة للتسمم بأول أكسيد الكربون :
• تلف الدماغ الدائم .
• الإضرار بالقلب .
• وفاة الجنين أو الإجهاض التلقائي عند الحوامل .
في النهاية يمكن لإجراءات بسيطة نقوم بها أن تحمينا من هذه الحوادث المميتة كأن
* نستخدم أجهزة التدفئة الحارقة للوقود فقط عندما يكون أحد الأشخاص مستيقظاً لمتابعتها, و تكون الأبواب و النوافذ مفتوحة لتوفير الهواء النقي ,
*ولا نقوم بتشغيل المولدات في مساحات مغلقة مثل القبو أو المرآب
*التأكد من نظافة وسلامة المداخن و أنابيب تصريف نواتج الاحتراق .
مع التمنيات بالصحة والسلامة
مشفى تشرين
إعداد د. حسام ابراهيم اختصاصي تخدير و عناية مشددة
(سماعة حكيم)