هناك بعض الأشخاص لم يقتنعوا بالقصة التي ذكرتها في صفحتي (قصص كهربائية) عن أن الصابون سبب لي التكهرب من خلف الجدار… و كالعادة الإنسان ينكر ما يجهل …هذا ما دفعني لتفسير هذه الظاهرة علمياً.
عند وضع الصابون في الماء فإنه سيعطي شوارد متحركة كثيرة ..المقصود بالشوارد هو جسيمات مشحونة بشحنات كهربائية متعاكسة .
عند تقريب الليفة من الجدار الذي تحته سلك كهرباء على مسافة قريبة فإن هذه الشوارد الكهربائية ستنجذب للتيار الكهربائي المار في السلك، و مع وجود يدي خلف الليفة و اتصالي بالأرض عن طريق امساك السلم الحديدي باليد الأخرى فإن الليفة أصبحت مثل لبوس مكثف (السطح المعدني للمكثف)، و هذا اللبوس متصل بالأرض عن طريق جسمي (من يد ليد).
نحن نعرف أن التيار المتناوب يمر ضمن المكثف الذي هو ناقلين بينهما عازل ، و في التجربة فإن طرفي المكثف كانا السلك الكهربائي و الليفة و بينهما الجدار كعازل.
و نعرف أن التيار الكهربائي للمدينة يمر للأرض عندما تتاح له الفرصة و هذا سبب تكهرب البشر.
إذاً فإن التيار الكهربائي مر عبر المكثف من السلك الكهربائي لليفة ليدي للأرض و هذا ما سبب لي الشعور بالصعق.
إن مرور تيار كهربائي بسيط لا يتجاوز 1ميلي أمبير في جسم الإنسان فإنه يسبب له الشعور بالصعق الكهربائي و لكنه لا يميته… هو تيار مزعج و لكنه غير مميت لأن قيمته يجب أن تصل لأكثر من 30 ميلي أمبير كي يكون مميتاً.
بالنسبة للأسلاك الممدة في الجدران بوجود الصابون بينها فإن الصابون لم يؤثر عليها لوحده و لكن بوجود الماء تحركت الشوارد و سببت حدوث مكثف كبير القيمة بين الأسلاك كونها تسير مع بعضها لعدة أمتار ، هذا المكثف يسبب مرور التيار بين الأسلاك المغذاة من القاطع التفاضلي و أسلاك التأريض ، أو أسلاك النتر لدارات كهربائية أخرى غير مرتبطة بالقاطع التفاضلي ، فإذا زادت قيمة هذا التيار المار بالمكثف عن 30 ميلي أمبير فسيفصل القاطع التفاضلي.
و دمتم سالمين