************
❤️ تعد الغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب، ولذلك يجب على الوالدين تقبل سلوك الغيرة عند الطفل كحقيقة واقعة، وفى نفس الوقت لا يسمحان بزيادتها، فالقليل من الغيرة يفيد الطفل، فهي حافز على المنافسة والتفوق.
♠️ أما الكثير من الغيرة عند الطفل يفسد حياته ويضر بشخصية ونمو الطفل، وما السلوك العدائي والأنانية والارتباك والانزواء إلا أثراً من آثار الغيرة على سلوك الأطفال، ولا يخلو تصرف طفل من إظهار الغيرة بين الحين والحين، وهذا لا يسبب إشكالا إذا فهمنا الموقف وعالجناه علاجاً سليماً.
♠️ أما إذا أصبحت الغيرة عادة من عادات السلوك وتظهر بصورة متكررة فى الأسرة، تصبح مشكلة، ولاسيما حين يكون التعبير عنها بطرق متعددة، والغيرة من أهم العوامل التي تؤدى إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه، أو إلى نزوعه للعدوان والتخريب والغضب من نفسه ومن إخوانه الذين تمكنوا من تحقيق مآربهم التي لم يستطع هو تحقيقها.
♠️ وقد يصحبها مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان.
♠️ وقد يصاحبها مظاهر تشبه تلك التي تصحب انفعال الغضب في حالة كبته، كاللامبالاة أو الشعور بالخجل، أو شدة الحساسية أو الإحساس بالعجز، أو فقد الشهية أو فقد الرغبة في الكلام.
♠️ أسباب الغيرة عند الأطفال:
**************************
١- حرمان الأبناء من عطف وحنان الوالدين.
٢- تعلق الطفل بأحد الوالدين بشكل واضح مما يجعل الطفل يغار من أحد الوالدين ومثال ذلك الذي أشار له سيجموند فرويد والمتمثل في عقدة أوديب وهذه الغيرة تقع ما بين السن الرابعة والخامسة من العمر.
٣- انانية الطفل التي تجعله راغباً في حيازة أكبر قدر من عناية الوالدين، وخوفه من فقد بعض امتيازاته أو احتياجاته الأساسية كالحب والعطف مثلاً.
٤- ولادة طفل جديد، حيث يلاحظ أن الطفل في أول حياته يسترعي في العادة انتباه الجميع، ويشعر بأن كل شيء له، وكل انتباه موجه نحوه، لكن هذه العناية الكبيرة قد تتوقف عنه فجأة أو بالتدريج كلما كبر وقد تنتقل إلى المولود الجديد أو إلى شخص آخر في الأسرة، هذا التغيير قد يترتب عليه الميل إلى الانتقام أو الشروع في سلوكيات يترتب جذب العناية والانتباه إليه مرة أخرى كالبكاء أو التبول اللاإرادي أو التمارض … الخ.
٥- المقارنة الهدامة بين طفل وأخر سواء كان بالتصريح أو بالسلوك، ككثرة المديح للإخوة أو الأصدقاء امام الطفل وإظهار محاسنهم أمامه، والتفريق في المعاملة بين الأطفال وبعضهم البعض، فبعض الأسر تفضل الذكور على الإناث أو تفضل الصغير على الكبير وهكذا تنمو الغيرة بين الابناء.
٦- ضعف ثقة الطفل بذاته وبقدراته وثقته فيمن حوله، الأمر الذي يشعره بالإحباط ويشكل عاملاً مساعداً على الشعور الشديد بالغيرة، كونه ينظر إلى الآخرين دوماً بأنهم أفضل منه ولا يستطيع إدراك قدراته الشخصية التي يتميز بها عنهم، خاصة عندما يكون هذا الطفل معاقاً أو مريضاً وشاعراً بالاختلاف بينه وبين الأطفال الآخرين.
٧- شعور الطفل بالنقص ومروره بخبرات مؤلمة، خاصة إذا كانت جوانب النقص ترجع لعيوب عقلية أو جسمية كنقص الجمال أو في الحاجات الاقتصادية من ملابس ونحوه ومرور الطفل بمواقف محبطة أو فشلة المتكرر، ويزداد هذا الشعور ويثبت نتيجة سوء معاملة الوالدين وقسوتهم معه والسخرية من ذلك الفشل.
٨- ظروف الأسرة الاقتصادية فبعض الأسر دخلها الاقتصادي منخفض أو شديدة البخل على أبنائها مقارنة بالأسر الأخرى فتنمو بذور الغيرة في نفس الطفل نتيجة عدم حصوله على ما يريد من أسرته.
٩- عدم سماح الأهل للطفل بإظهار مشاعر الغيرة على نحو سليم يساهم في كبت هذه المشاعر مما يعزز لدى الطفل الإحساس بأنه منبوذ وغير مرغوب فيه فيزداد لديه الإحباط وعدم الثقة بالنفس.
١٠- عقاب الطفل الجسدي بالضرب إذا أظهر غيرته نحو أخيه مما يزيد لدى الطفل مشاعر الغيرة السلبية والتي تظهر على شكل عداء نحو أخيه.
❤️و للحديث تتمة.
د. باسم محسن يوسف
(سماعة حكيم)
د.باسم محسن يوسف
Basem Yuosef