الكتاب السوري ودوره التنويري في رفع المستوى الثقافي
ميسون شباني
ضمن برنامج الفعاليات الثقافية والفنية المرافقة لمعرض الكتاب السوري الذي يُقام في مكتبة الأسد الوطنية تحت شعار «كتابنا ..غدنا» أقيمت فعالية «الكتاب السوري الدور التنويري وآفاق التطوير» وشارك في الندوة كلّ من : سلام الفاضل التي نابت عن مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب د.ثائر زين الدين في قراءة ورقة العمل التي أعدها، والأرقم الزعبي عضو اتحاد الكتاب العرب، والباحث أيمن غزالي، وأدار الندوة إياد مرشد مدير عام مكتبة الأسد الوطنية.
الكتابة ذاكرة لا تموت
قرأت رئيسة وحدة الإعلام سلام الفاضل ورقة العمل التي أعدها د. ثائر زين الدين وحملت عنوان « آفاق وصعوبات صناعة الكتاب السوري على ضوء تجربة الهيئة العامة السورية للكتاب» واستند فيها إلى موضوع التوثيق عبر الكتابة مركّزاً على فكرة ؛ أن الإنسان خلق عبر الكتابة ذاكرة للنوع البشري لا تموت، وتحدث عن تطور فعل الكتابة مشدداً على أن المكتبات هي الذاكرة المشتركة للجنس البشري، وأشار إلى العلاقة المتأزمة بين الكتاب والإنسان في الوطن العربي والتي حدثت نتيجة لما أصاب معظم الدول العربية من ازديادٍ في مستوى الأميّة بسبب الحروب الإرهابية والعدوانية عليها والتدمير الذي يكاد يكون مُمنهجاً لمؤسساتها التعليميّة والثقافية، ونوّه بالدور الذي تلعبه وزارة الثقافة السورية فهي لم تتوقّف عن إصدار كتبها ومجلّاتها حتى الآن رغم الحرب على سورية وما أنتجته من صعوبات اعترضت طريق عمل الوزارة بدءاً من خسارتها لكثيرٍ من كوادرها ومن كتّاب البلاد ومثقفيها، وصولاً إلى الغلاء الكبير لأسعار مواد الطباعة المختلفة وصولاً إلى تدني تعويضات وأجور العاملين في حقل الكتاب.
محتوى ثقافي
وتناول عضو اتحاد الكتاب العرب الأرقم الزعبي محور تسويق الكتاب «المحتوى، النوع، التطلعات» وأشار إلى أن محتوى الكتاب هو العامل المؤثر في سعة انتشاره والطلب عليه في لغته أو ترجمته، وانتقل للحديث عن الكتاب التنويري الذي أحدث الثورة الفكرية وأسهم في النهضة الأوروبية، وأشار إلى أن حركة الكتب التنويرية لم تقتصر على طرح قضايا فكرية وبحثية بل ذهبت باتجاه قضايا اجتماعية والبحث في الوعي ودور المرأة وتعليمها، وطرح الزعبي العديد من الإشارات بخصوص المحتوى التنويري للكتاب منها التركيز على تعزيز القيم الفردية والوطنية، وأكد بأن هذه الإشارات إذا تجاوزها الكاتب والمثقف يتحول إلى صانع كتب وليس إلى صانع ثقافة واعية، وانتقل إلى فكرة الكتابة التي تدعو إلى الدهشة والإبداع وأن نقل الواقع عبرها يخلق القلق الذاتي لدى الكاتب، هذا القلق ينتاب تفكير كل مثقف واعٍ، فالكاتب يشكّل خزان ذاكرة ، وأهم وسيلة للتعبير عن أفكاره هو الكتاب خاصة في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم حيث أصبح الكتاب متاحاً على الشابكة، وبات الكتاب الإلكتروني بديلاً للورقي ومنافساً له نتيجة ارتفاع التكاليف وإعراض الناشرين عن الطباعة، الأمر الذي أدى إلى الشيخوخة في النشر.
صناعة النشر
ورأى الباحث أيمن غزالي الذي قدم مداخلة عن صناعة النشر «آفاق ، مشكلات، وتطلعات» بأن لهذه الصناعة أهمية كبرى برغم الحرب على بلادنا فهي تواجه الإرهاب والاستعمار والأفكار المتطرفة التي تجتاح المنطقة وتسد الفجوة الخطيرة في القيم الأخلاقية والمعرفية التي تركتها الحروب والعولمة ضدنا وأن النشر وصناعته يسهمان في رفع المستوى الثقافي والفكري للناس، وارتأى بأن هذه الصناعة تواجهها مشكلات متعددة أهمها العلاقة المتلبسة بين الناشر والمؤلف والمترجم والتي لم تجد طريقها إلى الحل إلا بشكل جزئي بعد ظهور تقاليد للمهنة مرتبطة بالممارسة أو العرف أو القوانين وحماية الملكية الفكرية، إضافة إلى أن الكتاب يفقد جزءاً سمته الأساسية نتيجة خضوعه للرقابة الذاتية والمجتمعية، وأنهى الباحث غزالي حديثه بأنه رغم كل المشكلات إلا أن الجوهر الأساسي للمشكلة هو انخفاض مستوى القراءة وعدم دعم المكتبات ورفدها بالكتب الجديدة و ظاهرة إغلاق المكتبات وتبعاته على المجتمع وآخرها مكتبة نوبل.
صحيفة تشرين