.
اتصلت أم عصام بالكهربائي الكبير ففتح السبيكر لزملائه ليظهر صوتها و هي تقول: النجدة ..النجدة… شورت في البيت… شورت في البيت ..
وقف الكهربائيون الثلاثة و أمسكوا مفكاتهم الفاحصة و صدموها ببعضها قائلين : المفك للثلاثة و الثلاثة معهم مفك.
و ركبوا البسكليتات متوجهين فوراً إلى بيت أم عصام التي استقبلتهم على الباب و قالت لهم: الحقوني ..أريد شوي فطاير السبانخ لأبو عصام بالفرن قبل أن تنقطع الكهرباء و لا تعود للمساء.
ذهب الكهربائي الكبير لتابلو البيت فوجد القاطع الرئيسي مفصول .
قال الكهربائي الأوسط: لننظر أي قاطع من قواطع الغرف مفصول فيكون الشورت في تلك الغرفة .
فقال الكهربائي الكبير: يا غبي ..لا يوجد في البيت سوى قاطع واحد فقط و هو القاطع الرئيسي و مفصول.
قال الكهربائي الصغير: فلنرفعه إذاً و نرى ما يحدث.
رفعوه فأصدر صوت انفجار و عاد فوراً ليفصل ..مع رعبة الكهربائيين الثلاثة و سقوطهم أرضاً.
سألو أم عصام : ماذا كنتي تفعلين قبل أن يحدث الشورت ؟
قالت أم عصام : لا شيء… فقط كنت أشغل الغسالة و أكوي ثياب أبو عصام و أسخن مياه على الطباخ الليزري و وضعت فيش الفرن بالكهرباء ليحمى ففصل القاطع و لم يعد يعمل.
قال الصغير:
إذاً صار عندك زيادة حمولة و يجب أن نفصل أفياش الأجهزة ليعود القاطع للعمل…
و صرخ الثلاثة :يحيا الذكاء..
فصل الكهربائيون الثلاثة فيش الفرن و الغسالة و المكواة و رفعوا القاطع و لكن… بووووم… عاد و فصل.
هنا بدأ الكهربائيون الثلاثة بحك رؤوسهم… ثم ظهورهم ..ثم مؤخراتهم…و لكن لم يعرفوا ماذا يفعلون… و الوقت يمر و ستدخل الكهرباء في التقنين و لن تعود للمساء ..و سيأتي أبو عصام و لن يجد الغداء .
و فجأة أضاءت لمبة ليد 9 واط فوق رأس الكهربائي الأوسط و قال: لابد أن الأسلاك ذابت داخل التيب و التصقت ببعضها و يجب فحصها.
قال الكبير : و لكن ذلك يحتاج لوقت كثير و لن نلحق الكهرباء قبل أن تنقطع.
لمعت مسطرة ليدات فوق رأس الكهربائي الصغير فقال: أم عصام… أين السبانخ ؟
قالت له: في المطبخ… لماذا ؟
ذهب و أحضر جاط السبانخ و قال : كلو بسرعة ..
أكلوا السبانخ و دبت فيهم الطاقة الحيوية و بسرعة بدؤوا بتسحيب الأسلاك من التيب و اختبارها حتى وجدوا سلكي الحامي و البارد الخارجين من القاطع الرئيسي ملتصقين ببعضهما فهما بمقطع 4 مم و لكنه مغشوش و لا يساوي حقيقة سوى 2.5 مم.
قال الكبير : أين البينسة لأقطع الأسلاك ؟
أخرج الأوسط البينسة من جيبه و قال: البينسة للثلاثة و الثلاثة للبينسة ..و أعطاها للكبير.
قطع الأسلاك الملتصقة و أعاد وصلها و أعادوا إدخال الأسلاك في التيب و رفعوا القاطع و أخيراً… جاءت الكهرباء و لم يفصل القاطع.
صرخ الثلاثة و هم يرفعون المفكات الفاحصة للأعلى: هيييي… هييييي… .هيييييي… انتصرنا.
و فجأة قاطعهم صوت أبو عصام : خلصتوا ؟
نظروا خلفهم فوجدوا أبو عصام بالشيال و بنطلون البيجامة.
قال الصغير: الآن يمكن لأم عصام أن تضع فطاير السبانخ في الفرن لتطعمك ؟
أبو عصام : لقد انقطعت الكهرباء و مضى ست ساعات و عادت و ما زلتم تعملون ..و فوقها أكلتم جاط السبانخ و لم تستطع أم عصام أن تصنع الفطائر، فقالت لي : أبو عصام أحضر لي شيئاً نأكله فأحضرت سندويشتي بطاطا من السوق و تغديت و نمت و فقت و أنتم تعملون .
نظر الكهربائيون الثلاثة في بعضهم و قالوا لأبو عصام: المهم أننا حللنا المشكلة… حاسبنا.
أعطاهم أبو عصام أجرتهم و قال لهم : أغلقوا باب الحارة خلفكم كي لا يدخل سعدو النمس للحارة بالليل .
و ركب الكهربائيون الثلاثة البسكليتات و انطلقوا و هم يصيحون : المفك للثلاثة و الثلاثة معهم مفك.
ذا إند ( al nehaya)
تأليف و إخراج : منذر سالم.
مونتاج و مكساج: منذر سالم.
تمثيل : أبو عصام، أم عصام، أبو حسن، أبو رائد، أبو النور.
و إلى اللقاء في مغامرة جديدة من مغامرات الكهربائيون الثلاثة على منتدى المهندس منذر سالم للكهرباء و الالكترونيات.
