(السيدات والسادة الوزراء والمسؤولون في الحزب والدولة
ضيوفنا الأعزاء السيدة سارة النعيمي المحترمة مديرة مؤسسة مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، والسيدة أماني باطرفي والسيد عمر النابلسي المحترمين
سعادة عبد الحكيم النعيمي المحترم قائم بأعمال سفارة الإمارات العربية المتحدة بدمشق
أبنائي وبناتي الفائزون بمسابقة تحدي القراءة العربي
الحضور الكريم…
لا يوجد إطلاقاً من يتردد في أهمية القراءة في هذه الحياة، فهي المهارة الأساسية التي يتعلمها الأطفال منذ المدرسة الابتدائية. والقراءة ليست مجرد تهجئة، بل هي بالطبع أن يتمكن المتعلم من فهم الجملة المرتبة بالكامل، ثم فهم ما قصده المؤلف من كتابته، وبالتالي فإن القراءة لا تتعلق فقط بالمهارة الشفوية ولكنها تتضمن المهارة الفكرية بشكل أساسي.
كذلك تلعب القراءة دوراً حاسماً في النهوض بالمجتمع، فالمهارة الفكرية أو التفكير يعنيان القدرة الحاسمة التي تسمح للفرد بالانخراط بشكل نقدي تجاه الممارسات غير الحكيمة والأخطاء الشائعة في المجتمع، وهي التي يمكنها أن تجعل مثل هذه الظواهر لا تحدث لأن الأشخاص الذين لديهم تفكير نقدي ناتج عن إتقانهم مهارة القراءة يمكنهم كشف الممارسات السلبية التي تؤثر على بيئتهم، ومن ثم تقديم رؤاهم العلمية لتكون حياتهم أفضل.
ونظراً لأن تركيز التربية والتعليم الحديثين هو إنتاج مواطن مؤهل في كل مجال من مجالات المعرفة، فإن هذا يعطينا أن الطالب ينبغي أن يحاول ليس فقط تعلم المعرفة المعاصرة حول تخصص محدد، ولكن لاكتشاف مفاهيم أو أفكار جديدة يبدع من خلالها في خدمة مجتمعه. هذه هي الرسالة الحقيقية للتربية الصحيحة في القرن الواحد والعشرين التي تسهم في تحسين وصقل عقول المتعلمين، لأن القراءة النشطة طريقة لشحذ الذهن وهي نشاط انعكاسي يرتبط ارتباطاً وثيقًا بالسياق الأوسع بحيث نميز بين الشخص الذي يعرف والشخص الذي يفهم ويعرف كيف يستفيد من فهمه في تكامل المنظومة المعرفية لديه لتصبح مفاهيم نوعية يدرك طبيعتها ونشأتها وعلاقتها بالمفاهيم الأخرى ودورها في بناء متكاملة معرفية يمكنها خدمة الناس أو تحسين حياتهم.
كم كنت سعيداً وأنا أستمع إلى حوارات أبنائي وبناتي مع لجان التحكيم، وكم كنت فخوراً وأنا أرى بأم عيني براعم الوطن الصغيرة وقد تفتحت المعرفة في أزهارها وفاح عبقها. فهاهي وردة صغيرة من حلب الشهباء تبدع في وصف كتاب قرأته أيما إبداع، وهاهي زهرة من دير الزور يملأ عبقها أجواء القاعة التي تشرح فيها وجهة نظرها بالدوافع التي جعلت كاتباً ما يحمل القارئ إلى خفايا حياته.
آلاف من الأبناء والبنات قرؤوا وجهزوا وحلموا وفرحوا وهاهي نخبتهم اليوم تنتظر نتائج التحكيم لتفرح بأن ثمار هذه الجهود حان قطافها.
اليوم جميعكم مكرمون وناجحون وتستحقون أن تكتب أسماؤكم بالذهب، ولكنها طبيعة المسابقات أن نختار في النهاية بعضاً منكم ليتوج على منصة التكريم.
أنا واثق تماماً أنكم وأسركم ووطنكم سعيدون بهذه المشاركة بغض النظر عن نتائجها لأنكم تؤمنون أن القراءة حياة.
أشكركم جميعاً لمساهماتكم المختلفة وجهودكم وأتمنى لمن لم يحالفه الحظ هذا العام أن يكون من الفائزين في الأعوام القادمة.
الشكر لكل من نظم وتعب في التحضير والإعداد لهذه المسابقة، وجزيل الشكر لطاقم العمل في مبادرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وطوبى لمن حمل راية العلم وجعل التربية والتعليم الكنز الحقيقي لهذه الأمة السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد أدامهما الله وأبعد عنهما كل مكروه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته