بايدن يقدم تنازلات ويؤكد تفاؤله في التصويت على خططه للانفاق
تقرير اخباري
قال الرئيس الأميركي جو بايدن في سكرانتون إن “أميركا لا تزال أكبر اقتصاد في العالم لكننا نجازف بفقدان تفوقنا التنافسي”، في تحذير للديموقراطيين الذين يعرقلون تبني برامجه للإصلاح الاجتماعي وتحديث البنى التحتية.
ورأى أن الولايات المتحدة تخلفت عن الاقتصادات المتقدمة الأخرى لا سيما في مجالي التعليم والحماية الاجتماعية.
وقال بايدن “إنها الولايات المتحدة الأميركية. ماذا نفعل؟ لم نوافق على مشروع قانون للبنية التحتية منذ عقود”، مؤكدا أن هذه المخصصات المالية “ستبعث نفسا جديدا في الاقتصاد”.
واضاف ردا على مآخذ الجمهوريين أن هذه الخطط لن تؤدي إلى ديون إضافية.
وكان بايدن صرح قبل وصوله إلى سكرانتون، المدينة ذات التقاليد العمالية الراسخة، “أعتقد أنه سيكون لدينا اتفاق”. لكنه لم يحدد متى بينما تحدث برلمانيون عن إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال الأسبوع الجاري.
وتأتي هذه الزيارة في اليوم التالي لمفاوضات مكثفة مع برلمانيين متحفظين على دعمهم، وافق خلالها بايدن على خفض كبير في الإنفاق المخصص للتدابير الاجتماعية والمناخية.
ويتعلق الأمر ببرنامجين واسعين، أولهما مرتبط بالاستثمارات لتحديث البنية التحتية والثاني يسمى “إعادة البناء بشكل أفضل” وينص على نفقات اجتماعية. وتتضمن الخطتان إجراءات عدة لحماية البيئة.
وقال تشاك شومر الزعيم الديموقراطي في مجلس الشيوخ الأربعاء “لن يحصل أحد على كل ما يريده ولكن أيا يكن الأمر، سيحافظ اقتراحنا النهائي على الوعد الأساسي الذي قطعناه للشعب الأميركي”.
واضاف ان الهدف هو “التوصل إلى اتفاق بنهاية الاسبوع”.
وقدمت ميغان ماركل دعما لإدارة بايدن الأربعاء إذ حثت الكونغرس على التصويت على إجراءات إجازة الأبوة.
“قانون وطني”
وقالت ماركل إن هذا يجب أن يكون “قانونا وطنيا وليس خيارا يقتصر على الذين لديهم أرباب عمل تبنوا إجراءات أو الذين يعيشون في واحدة من الولايات القليلة التي تمنح فيها إجازة أبوية”.
و لتجنب فشل سياسي مرير، وافق البيت الأبيض بالفعل هذا الصيف على خفض مبلغ خطة البنية التحتية إلى 1,2 تريليون دولار مقابل 2,2 تريليون دولار على مدى ثماني سنوات مخطط لها في البداية.
وأقر مجلس الشيوخ هذا المبلغ لكن تمريره في مجلس النواب لا يزال معلقًا إذ ربط الجناح اليساري للديموقراطيين التصويت باتفاق على خطة “إعادة البناء بشكل أفضل”.
وكانت هذه الخطة تنص بالأساس على إنفاق 3500 مليار دولار على مدى عشر سنوات لتعزيز تأمين التعليم والصحة ورعاية الأطفال بالإضافة إلى تدابير مكافحة الاحتباس الحراري.
لكن الديموقراطية براميلا جايابال زعيمة التقدميين في مجلس النواب قالت مساء الثلاثاء بعد اجتماعها مع جو بايدن إن العرض المضاد الذي قدمه الرئيس يتراوح الآن بين 1,9 تريليون دولار و 2,2 تريليون دولار.
وهذا المبلغ اكبر من 1500 مليار يريدها السناتور المعتدل جو مانشين الذي يعتبر تصويته حاسما. ويقول مانشين إن هناك حاجة لمزيد من التدابير المحددة الأهداف مثل مجانية التعليم في أول عامين من التعليم العالي للأكثر فقرا وليس لجميع الأسر.
المناخ
أجرى جو بايدن مشاورات مع جو مانشين وكيرستين سينيما اللذين تحول معارضتهما دون إقرار خطة الإصلاح الاجتماعي. فالديموقراطيون يسيطرون على الكونغرس لكن الأغلبية التي يتمتعون بها ضئيلة إلى درجة أن أي انشقاق يبدو مستحيلا.
وبعد الاجتماعات بدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أكثر تفاؤلا، مشيرة إلى أنه كان هناك “إجماع واسع على الضرورة الملحة للمضي قدما في الأيام القليلة المقبلة” لأن إمكانية التوصل إلى اتفاق “تتضاءل”.
وبالنسبة لجو بايدن وبعيدا عن النجاح السياسي المحلي، فإن المصادقة على خطة “إعادة البناء بشكل أفضل” التي تتضمن تدابير مناخية طموحة، ستكون مكسبا مهما قبل مؤتمر المناخ العالمي الذي يعقد بعد أيام في غلاسكو في اسكتلندا.
وفي وقت يعتبر أداء الولايات المتحدة سيئا في هذا المجال بين البلدان المتقدمة، يريد الرئيس أن يثبت أن القوة الاقتصادية الأولى في العالم ستصبح نموذجا يحتذى به.
لكن الإجراءات المتعلقة بشق المناخ هي التي بدت الأكثر هشاشة
“أ ف ب”
صحيفة تشرين