الرئيسية / أخبار / حرب قذرة بأدوات ناعمة

حرب قذرة بأدوات ناعمة



حرب قذرة بأدوات ناعمة

تقرير إخباري

متاجرة وسائل الإعلام الغربية على مدى عقود بالموضوعية والحياد والمصداقية لم تعد تنطلي على الرأي العام لدى كثير من الشعوب المستهدفة. وإن كانت هذه الخاصية موجودة خلال فترة من الزمن الماضي فإنها اليوم أصبحت شبه معدومة بعد أن أصبح الإعلام سلاحاً أساسياً فتاكاً فيما بات يعرف بحروب الجيل الرابع والخامس .
ولذلك نجد أن “الدافع إلى التخلي عن أخلاقيات الصحافة والتلاعب بالحقائق، أصبح الآن واضحاً بشكل يبعث على الضجر”حسبما ذكرت وكالة شنخوا الصينية في تعليق لها.
وعلى ما يبدو فإن ساحة الحرب الإعلامية التضليلية تشهد انزياحاً ملحوظاً عن منطقتنا العربية باتجاه الصين بشكل أساسي حيث تركز وسائل الإعلام الأمريكية والغربية هجومها الشرس لتشويه سمعة هذا البلد وضرب تقدمه وازدهاره.
وتقول الوكالة :إنه على مدى الأشهر العديدة الماضية، أبقت العديد من وسائل الإعلام الرئيسية في الغرب آلات التشويه الخاصة بها مشتغلة بصخب. إنها إما تختار ترديد صدى المغالطات حول سجل حقوق الإنسان في الصين من خلال سياسيين جاهلين بالحقائق، أو ببساطة تختلق قصصاً غريبة، مثل نظرية “تسرب الفيروس من مختبر ووهان”.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قامت ((بي بي سي))، و((نيويورك تايمز))، و((فاينانشال تايمز))، بتشويه قرار منصة التواصل الاجتماعي ((لينكد إن))، وتضخيم ما سُمّي بـ”نهاية الصين”، من خلال إعطاء انطباع خاطئ بأن هذه الشركة، قد قررت مغادرة السوق الصينية.
وسرعان ما تلطخت وجوه وسائل الإعلام تلك برمي البيض الفاسد عليها. ونفت ((لينكد إن)) مثل تلك المزاعم، على حسابها الرسمي على ((ويبو – Weibo))، ووصفت التقارير بأنها “غير صحيحة”. في وقت لاحق، نشر النائب الأول لرئيس هذه المنصة، موهاك شاروف، على الإنترنت، عبارة تقول “سنواصل العمل مع الشركات الصينية للمساعدة في خلق فرص اقتصادية”.
حادثة ((لينكد إن)) هي دليل آخر على أن وسائل الإعلام الغربية، بنفوذها العالمي المهيمن، تتحين أي فرصة لتشويه سمعة الصين وتضليل الرأي العام حول بكين.
في الحالة المتعلقة بـ((لينكد إن))، حاولت الصحافة الغربية إقناع المستثمرين العالميين بأن الصين بيئة معادية للشركات الخارجية. وما فشلت وسائل الإعلام هذه في إدراكه هو أن الصين لم تصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم من خلال معاداة الأعمال الأجنبية.
وما خيّب أمل وسائل الإعلام الإخبارية تلك، هو أن حملة التضليل الشريرة التي حاولت دق إسفين بين الاستثمار الأجنبي والصين، لم تفلح.
في الواقع، إن غالبية الشركات الغربية تبقى واثقة في اقتصاد الصين وسوقها المنفتحة بشكل متزايد.
رغم ذلك، ومع استمرار وسائل الإعلام الغربية في إنتاج وبثّ الأكاذيب، فإنها تلحق الضرر بالثقة والتضامن اللذين تشتد الحاجة إليهما بين بلدان العالم، وتحفز بالوقت نفسه الكراهية والفوضى والعداء.
هناك الكثير من مقالات الرأي والتعليقات حول الصين، كتبها أشخاص لم تطأ أقدامهم أرض الصين أبداً. ومع ذلك، فإن مثل هذه المقالات والتعليقات الجاهلة لحقيقة الصين، لها تأثير كبير على الجمهور المستهلك للأخبار.
لقد تمتعت ((بي بي سي)) و((نيويورك تايمز)) ذات يومٍ، بسمعة طيبة، ولكن التغطية المنحازة والمضللة تجاه الصين، أدت إلى تآكل مصداقيتهما بشكل خطير.
يتعين على المؤسسات الإخبارية الغربية التوقف عن التشدق بالمبادئ الصحفية للحياد و”الحقائق فقط”، والبدء في نقل الحقيقة عن الصين. فقرّاؤها يستحقون الأفضل.


صحيفة تشرين