((( حكاية الطباخ التحريضي و الحمايات السبع ))) الحلقة

((( *** حكاية الطباخ التحريضي و الحمايات السبع ***)))
الحلقة الأولى:
بلغني أيها المصلح التعيس ..ذو الحظ البئيس ..أنهم اخترعوا جهازاً جديداً..للطبخ مفيداً ..اسمه الطبّاخ التحريضي ..و لكن جهلاء القوم ..الذين عندهم كل شيء جديد هو ليزر .. أسموه الطبّاخ الليزري .
بدأت القصة بأن طوشان ملك تكنولوجيان أراد جهازاً سريعاً في الطبخ، يوفر في الطاقة، لا يعطي ناراً و لا حرارة ..سطحه آمن لمستخدميه فلا يحرقهم و لا يؤذيهم ..كي يهديه لزوجته الملكة سوهان..فجمعوا له علماء الأقطاب الأربعة و بدؤوا الاختراع ..
و بعد نقاش كبير قال أكبرهم :
– إن استخدمنا الكهرباء فذلك يعني أنه لا يوجد نار ..و لكن كيف يسخن و لا يعطي حرارة ؟
فقال أوسطهم :
– المغناطيس ..التأثير المغناطيسي للكهرباء يسخّن الحديد دون أن يعطيه حرارة ..كل ما علينا هو صنع ملف يعطي أمواجاً مغناطيسية متغيرة بسرعة كبيرة ..هذه الأمواج عندما تدخل في الحديد تدور فيه و تجعله يسخن لوحده .
قال ذو الشارب الطويل:
– و لكن هذا الجهاز لن يسخّن إلا الحديد أو خلائط الحديد مثل الستانلس ستيل !
أجابه أوسطهم : نعم ..هو كذلك ..و لكنه يحقق كل ما طلبه الملك من تسخين سريع و عدم وجود نار او حرارة و سلامة من يلمس سطحه من الاحتراق.
و بدأ العلماء في الاختراع ..و صنعوا ملفاً على شكل قرص دائري مع دارة لتوليد النبضات السريعة عالية التردد و ترانزستور حديث اسمه آي جي بي تي IGBT و مكثف ترددي يوصل على أطراف الملف.
و لكن توليد النبضات بهذا الشكل يحتاج لتيار كبير مستمر DC لذلك وضعوا جسر تقويم (توحيد) مع ملف و مكثف تنعيم ليأخذوا الكهرباء من تيار المدينة.
جربوا وضع ابريق على الجهاز فتم تسخينه بسرعة كبيرة نسبة للنار . فوضع فيه أحدهم الشاي و رفعه عن الطباخ و فجأة..سمعوا صوت انفجار و فصل قاطع الكهرباء ..لقد انضرب ترانزستور الطباخ و عمل شورت (تماس كهربائي) .
قال ذو العينين الكبيرتين : لا بد من حماية ترانزستور الجهاز من حالة رفع الوعاء عن الملف ..لأن الوعاء يزيد من معاوقة الملف فيمر تيار مناسب في الترانزستور ، و لكن عند ابعاد الوعاء فإن قيمة المعاوقة تقل فيزيد التيار بشكل كبير و يودع الترانزستور المونديال.
هنا عمل العلماء على إضافة الحماية الأولى و أسموها ( حماية رفع الوعاء ) و أعطوها رمز يدل على هذه الحاله و هو (E0) .
ذهب العلماء إلى الملك طوشان و أعطوه الجهاز ليهديه للملكة سوهان..و بهذه المناسبة قررت الملكة سوهان صنع الشاي فوضعت الماء في الابريق و تركته على الطباخ و ذهبت للكلام على الهاتف مع أخواتها لتخبرهم عن هذا الجهاز الجديد ، و طال الحديث حتى غلى الماء و تبخر كله فازدادت حرارة الابريق فاحترق الملف و تعطل الجهاز .
غضب الملك طوشان من العلماء و قال لهم أريد جهازاً لا يتعطل… أضيفوا كل الحمايات الممكنة.
و بدأ فريق العلماء بالتفكير ..
من أجل جفاف الابريق سنضيف الحماية الثانية و هي حساس حرارة في منتصف الملف لتحسس حرارة الملف و فصل الجهاز و أعطوها رمز يدل عليها و هو (E1) .
و لكن ماذا لو تعطل الحساس ؟ يجب أن يتوقف الجهاز عن العمل و هي الحماية الثالثة و أعطوها الرمز (E2) .
قال أحدهم : ماذا لو ضعفت الكهرباء ؟ عندها لن يكون للجهاز فاعلية جيدة و قد يتعطل ..و هنا وضعو الحماية الرابعة و أعطوها الرمز (E3).
و.بالمقابل فإن زيادة قوة الكهرباء تسبب عطل المكونات الالكترونية لذلك وضعوا حماية خامسة تدل على قوة الكهرباء و أعطوها الرمز (E4).
ماذا بقي من حمايات ممكنة ؟
قال العالم الأصلع : في حال استخدموا الجهاز لفترة طويلة فإن الغبار سيسد فتحات التهوية للجهاز و تزيد حرارته الداخلية ..و إن أكثر ما أخشاه هو ازدياد حرارة ترانزستور القدرة و تعطله ..لذلك دعونا نضع حساس لحرارة هذا التراتزستور يجعل الجهاز يفصل لحمايته إذا ازدادت حرارته ، و هذه هي الحماية السادسة و أعطوها الرمز (E5).
و في حال تعطل هذا الحساس فيجب فصل الجهاز بالحماية السابعة و أعطوها الرمز (E6).
هنا اكتفى العلماء بالحمايات و أعادوا الجهاز للملكة سوهان ..
بعد عدة أيام ظهرت مشكلة جديدة في الجهاز ..و هي أنه لا يعمل و لكن لا يوجد أي مؤشر العطل ..مالمشكلة ؟
عاد العلماء للبحث في المشكلة .. الترنزستور سليم و الحساسات سليمة و كل شيء سليم و لكن الجهاز لا يعمل ..دارة توليد النبضات تولد النبضات و لكن الجهاز لا يعطي موجة مغناطيسية ..
و بعد البحث الطويل اكتشفوا وجود فصل في نقطة لحام الترانزستور تمنع مرور التيار ..و ماذا سيفعلون من أجل هذه الحالة ؟
هنا وضعوا رمز عطل هو الرمز (E7) يدل على وجود خلل ما داخل الجهاز… أي أن النبضات يتم توليدها و لكن لا يوجد خرج من ترانزستور .
و هكذا اكتملت الحمايات السبع و مؤشرات العطل الثمانية.
و لكن بعد فترة من الزمن حاولت عدة شركات تصنيع هذا الجهاز ..ووضعوا فيه هذه الحمايات و لكن غيروا في رموز كل حماية ..فلم تعد E0 تدل على رفع الوعاء في كل الأجهزة و أصبح لكل شركة كوداتها الخاصة .
نعود لجهاز الملكة سوهان …
بعد فترة من الزمن استدعت الملكة سوهان العلماء و قالت لهم إن الجهاز يعطي (E0) مع أن وعاء الطبخ موجود عليه .
قال أكبرهم : لعلك يا مولاتي وضعتي وعاءاً من الألمنيوم بدل الحديد ؟
قالت : لا ..إنه وعاء شينكو ( حديد مدهون).
قال أوسطهم : لعل الوعاء كبير زيادة بقطر أكبر من 25 سم أو صغير زيادة بقطر أقل من 12 سم .
قالت : لا ..إنه نفس الابريق القديم.
هنا قرر العلماء البحث في المشكلة ..
فتحوا الجهاز فوجدوا أن المكثفة الترددية معطلة و هي تمنع الجهاز من التحسس لوجود الوعاء فتقوم الحماية بفصل النبضات عن العمل و يعطي رمز العطل.
استبدلوا المكثف فعاد الجهاز للعمل ..
قال أبو صلعة : ماذا لو تعطلت مكونات أخرى و أعطت نفس النتيجة ؟ هنا لا بد من وضع الاحتمالات التي تعطي مثل هذه الحالة .
قال الكبير : كل مكونات دارة الحماية مشكوك بها.
.
و.بعد سنين من انتشار هذا الجهاز .. جاء كبير المصلحين الالكترونيين مع وفد من المصلحين إلى هؤلاء العلماء و طلبوا منهم مخططات دارات الجهاز و الاحتمالات الممكنة للعطل عند ظهور مؤشر الحماية مع وجود عطل داخل الجهاز غير معروف، فقال لهم العلماء : ليست لدينا الوقت لهذا ..نحن علينا أن نخترع و عليكم التصليح ..
فاحتار المصلحين بأمرهم و استمعوا لأغنية أم كلثوم ( أروح لمين ) .. و هنا جاءهم رجل و قال لهم : اذهبوا إلى المهندس منذر سالم ليشرح لكم دارات الجهاز و كيف تعرفون العناصر المعطلة..فذهبوا إليه ..
و أدرك شهرناقص الصباح فأغلقت الموبايل و ذهبت لترتاح.