خبراء مناخ: من الضروري جداً التحرك الآن لتجنب مخاطر تغير المناخ
تقرير إخباري
انطلق مؤتمر الأمم المتحدة الـ26 للأطراف بشأن تغير المناخ (كوب 26) في غلاسكو باسكتلندا وسط تحديات غير مسبوقة لتغير المناخ ظهرت في الكوارث الطبيعية التي عصفت بمناطق عدة حول العالم في وقت سابق من 2021.
كما أن المؤتمر يأتي في وقت قال فيه النقاد: إن البلدان المتقدمة، التي تتحمل المسؤولية التاريخية عن انبعاثات الكربون، لا تفعل ما يكفي لتوفير الدعم الكافي للبلدان النامية في التمويل والتقنيات وبناء القدرات لمعالجة تغير المناخ, وقد أخفقت أيضاً في الوفاء بتعهدها الطويل الأمد بتقديم 100 مليار دولار أمريكي سنوياً لتمويل أعمال المناخ للدول النامية بحلول عام 2020.
خبراء المناخ دقوا ناقوس الخطر وحثوا على اتخاذ إجراءات عالمية فورية لتجنب التأثير الخطير لتغير المناخ.
وقالت هانا كلوك، أستاذة الهيدرولوجيا (علوم المياه) في جامعة ريدينغ، في مقابلة مع “شينخوا”: “ينبغي علينا أن نأخذ في الحسبان ما سيحدث في المستقبل، ومن المنطقي تماماً أن نتحرك الآن”.
وقالت أيضاً: “لذا، حتى لو كلفنا ذلك بعض الشيء الآن، فعلينا فعل ذلك من أجل كبح الكثير من الأضرار الاقتصادية في المستقبل، ناهيك عن فقدان الناس لحياتهم”.
ووصفت الخبيرة العام الماضي بأنه “قاس”، حيث تعرض العالم لسلسلة من موجات الحر والفيضانات وحرائق الغابات، من بين كوارث طبيعية أخرى.
وقالت “بصفتي عالمة مناخ، من المثير للقلق رؤية كل هذه الأحداث تتكشف ويبدو أنها جميعاً تحطم الأرقام القياسية، وتكون مدمرة جداً فعلاً”، محذرة من أن العالم يفتقر إلى “المرونة” الضرورية الآن لهذه الأحداث.
وأشارت إلى أن “هذه الأمور ستزداد سوءاً في المستقبل. لذلك، من الضروري تماماً أن تأخذ الحكومات هذا الأمر على محمل الجد، وأن تستثمر في مستقبلنا”.
وحثت الخبيرة الحكومات على تحويل سياسات خفض الانبعاثات إلى إجراءات فعلية، وتحديث البنية التحتية وتحسين أنظمة الإنذار المبكر، لتقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات.
وأعربت الخبيرة عن مخاوفها من أن مؤتمر الأطراف هذا (كوب26)، يمكن أن يصبح مكاناً لمحادثات جوفاء من دون اتخاذ إجراءات ملموسة.
وقالت: “نحن بحاجة إلى المضي قدماً بصورة أسرع إذا أردنا فعلاً القضاء على هذه المشكلة، هذا مجرد نزر يسير، نحتاج فعلاً وحقاً أن نعالج المشكلة بجدية، لذلك، أعتقد أن هناك طريقاً طويلاً لنقطعه وينبغي أن يحدث بسرعة كبيرة”.
وأضافت: “بعض التحديات الرئيسية لمؤتمر الأطراف هذا، هي تجاوز الأجواء الساخنة، هناك الكثير من الكلام والخطاب، لكن في الواقع (القليل) من التحرك نحو الإجراءات الفعلية والتمويل الفعلي لتلك الإجراءات”.
وحثت الخبيرة أيضاً العالم على العمل معا لمواجهة التحديات المشتركة مثل تغير المناخ.
وقالت: “أعتقد أن عمل الحكومات معاً بشأن أزمة المناخ، أمر ضروري جداً، لن نكون قادرين على القيام بذلك كبلدان منفردة، نحن بحاجة إلى العمل معاً كبشرية، لحل هذه المشكلة لأنها أكبر من أن نتمكن من حلها بمفردنا”.
وقالت كلوك: من المشجع جداً أن نرى الصين، أكبر دولة نامية في العالم، تستثمر في الطاقة الخضراء، و”تفكر فعلاً في المستقبل”.
صحيفة تشرين