دكتور يَعمَل في صالة بلايستيشن لَيلاً البارحة، وَ بالص

دكتور.. يَعمَل في صالة بلايستيشن لَيلاً…

البارحة، وَ بالصدفة البَحتة.. كنا نتحدَث أنا وَ صديق لي عن أحد المشافي.. وكنتُ اسألهُ عن بَعض التفاصيل.. فأخبرني

-ليش ما سألت الدكتور..
-مين الدكتور؟
-الشب تَبع صالة البلايستيشن يلي كنا واقفين عندا.. دكتور هو

في الحقيقة، كنتُ لا أفهم ما يتكلم به.. وكنت أعتقد بأنه يقول ( أخوه دكتور.. ابنه دكتور )..

-مافهمت مين عندو بالمشفى؟
-هو.. هو دكتور .. عَم يختص بالمشفى بس الوضع سيء.. ومعد قدرانة عيلتو تصرف عليه.. عم يقبض ١٥٠ ألف.. قَلي ضعف راتب المَشفى..

طَبيب في بِلادي.. يَضطرُ لَيلاً للذهاب إلى صالة بلاستيشن… ليُحضِر الكولا إلى هُنا.. و العصير إلى هُناك…
طبيب في بلادي، صباحاً يَعمَلُ في دراسته التي أمضى حياته في تفاصيلها والتي لا يكفي ما تُقدمه ثمن مواصلات بالنقل الداخلي.. حتى يذهب ليلاً إلى صالة بلاستيشن.. ليستطيع أن يُكمل حيّاً حتى نهاية الشَهر..
في بِلادي؟
صالةُ البلايستيشن تُقدم أكثر من المشافي…

هُنا؟
حَيثُ لا مكان لشهادتك، وعلمك، ودراستك…
هُنا..
يعيشُ الإنسان على حَظِه..

أو مَثلاً؟
عَلى أن يُصبح مكانُ الطبيب.. في صالة بلايستيشن..

فرانسوا داراني

(سماعة حكيم)