ديكتاتورية الـ«فيس بوك»
بقلم: السيد شبل
في البداية كان ولع المواطنين حول العالم بـ«الفيس بوك» كموقع تواصل، يرتبط بكونه يتيح لهم نشر ما يشاؤون في أي وقت من دون رقيب.
مع الوقت تحولت مؤسسة مارك زوكربرج إلى منصة ديكتاتورية بامتياز، تمارس أقصى درجات الشطب والإقصاء.
سعى «الفيس بوك» إلى تحجيم حسابات عدد من المدافعين عن القضية الفلسطينية، وطارد المنشورات الداعمة للمقاومة العربية بمختلف أشكالها طالما موجهة ضد الولايات المتحدة الأمريكية أو العدو الإسرائيلي.
لا يمكن تجاهل أن «الفيس بوك» هو شركة تجارية تسعى لجني الأرباح بالدرجة الأولى، مثل أي منصة أخرى من منصات التواصل الاجتماعي، لكن في الوقت نفسه لا يمكن تخيل أن الموقع خال من ارتباطات سياسية/ مالية معقدة، خاصة أن مظلة زوكربيرغ قد امتدت لتشمل موقعي «واتساب» و«انستغرام».
حسب الوثائق التي نشرتها «وول ستريت جورنال» وسربتها المهندسة السابقة في «فيس بوك» فرنسيس هوغن، فإن المؤسسة تقوم بالتلاعب من خلال خوارزمياتها بالمحتوى ليصبح أكثر إثارة، وهو أمر غير مهني بالمرة.
تمكنت الصين من التحرر من سلطة «الفيس بوك» عبر العمل بنظامها الخاص من خلال «بيدو» و«وي تشات» ومنصات أخرى، كذلك احتل الـ«تيك توك» وهو موقع صيني، مساحة كبيرة من الشهرة حول العالم، أما روسيا فقد أطلقت منصاتها مثل الـ«في كيه».
لم تفكر الصين وروسيا حين أطلقت مواقع التواصل الخاصة بها في وقف أموال مواطنيها التي تعبر الحدود إلى جيوب رجال أعمال أمريكيين، والاستفادة بها في الداخل، بل فكرت أيضاً في حماية أمنها القومي، ومنع تسرب بيانات المواطنين إلى الخارج.
في نهاية المطاف يظل مقر «فيس بوك» الرئيسي بولاية كاليفورنيا الأمريكية، كما أن أول مستثمر مالي فيه هو بيتر ثيل الذي ينتمي إلى المحافظين الجدد، كما أن مؤسس شركة بلانتير المرتبطة –صراحة- بنشاطات وزارة الدفاع الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب.. وهذه المعلومات لا يمكن بأي حال تجاهلها حين التعامل مع الموقع.
صحيفة تشرين