واحدة من أكثر الحالات حُزنـاً وقهراً التي رصدتها شبكــة مُراسلــي الــميددوز في مشافــي الجمهوريــة العربيــة السوريــة مُنذ حوالي السنة .. نعود لنشاركها معكم في ظل مُصادفتنا في الفترة الأخيرة لعدة حالات زواج قاصـرات
في أحد مشافي العاصمة دمشق .. طفلة حامـل بشهرها الثاني ولم يتجاوز عمرها ال 13 عاماً !
يرويها مُراسلنـا ويقول :
دخلت طفلة صغيرة لعنا على الإسعاف ؛ ماسكة بإيد رجل كبير توقعناه والدها ..
وبشكل روتيني توجهت لعنده وسألته شو محتاج ؟!
فكان جوابه : مرتي تعبانة وإلها يومين ماعم تنام من وجع معدتها ..
سألته وينها ؟! ليكون الجواب صاعق بإشارته للطفلة !!
للحظة فكرت إني فهمت القصة خطأ .. ورجعت كررت السؤال ليأكدلي أنو الطفلة هي زوجته !!
وبعد التأكيد بقيت مصدوم ومذهول !
هي الطفلة من حقها تكون جاي على المشفى بحضن والدتها ..
أبوها حاملها على صدره .. بكتير طُرق إلا إنها ممسكة بإيد زوجها وخايفة !
ندهنا لطبيب الأطفال المُقيم يفحصها ؛ ليحولها بعد الفحص لطبيبة نسائية !!
وبعد إجراء إيكو بطن تبين أنو الطفلة حامل بالشهر الثاني ..
طفلة حامل بطفل ؛ كلنا كنا واقفين ماعم نعرف نقول مبروك ولا نبكي عليها !
زوجها كان بقمة السعادة ؛ و أول سؤال كان : دكتورة صبي ولا مو صبي ؟!
ما خطرله يسأل عن خطورة الحمل و الولادة على طفلة بهالعمر !!
والطفلة كانت طول الوقت ساكتة بدون ماتعطي أي رد فعل وكأنه مو مسموح إلها تحكي ..
لكنها بعد عدة دقائق التفتت على الدكتورة وسألتها : يعني رح صير أم دكتورة ؟!
بالعادة هاد الجواب بينحكى بفرح وحب كبير .. لكن جوابه كان أي بكتير من الأسف ..
ولما حاولنا نشرح لزوجها خطورة الحمل عليها بهاد العمر ؛ مارضي يسمعنا حتى .. وكان جوابه أنا لشو تزوجتها لكن ؟!
الطفلة غادرت المشفى مع زوجها ..
ونحنا بقت قلوبنا عم تبكي عليها ..
لأول مرة ؛ بشعر بعجزي عن إنقاذ روح كطبيب ..
لأول مرة بشعر إنو كل يلي تعلمته ماكان قادر اليوم يغير مصير إنسان ..
يا ترى ليش حكموا عليها أهلها بهالحياة ..
هو السؤال يلي ماعم يفارق بالي من الصبح .. لومهم ولا ازعل عليهم ولا ازعل على يلي عم يصير ؟!
ماكان عندي أي جواب إلا ادعيلها بالسلامة ..
و القوة على شكل الحياة المسروقة سرقة يلي ناطرتها ..
منظمـة مـيددوز ~ مصـدرك الموثـوق للمعلومـة الطبيـة
(ميددوز)