طوّرنا الفرع بلا الأصل!
بقلم: وليد الزعبي
بعد أن كان المواطن يتجرع الأمرّين أثناء الحصول على بعض الثبوتيات وسط الطوابير الطويلة والازدحام المقيت.. جاء افتتاح النافذة الواحدة كأنموذج حضاري في عدة مدن منهياً الفوضى والمعاناة التي كانت سائدة.
لكن الذي يبعث على الاستهجان أن تطبيق النافذة الواحدة الذي أتاح حصول المواطن الميسر على الوثائق بموجب نظام الدور الآلي.. لم يعمم على بعض الجهات الأم أصل منشأ تلك الوثائق، حيث تجدها متمترسة على طريقتها البدائية في منح الوثائق وخاصة منها تلك التي يلزم الحصول عليها مراجعتها حصراً.. والمثال الأبرز هنا مديرية الأحوال المدنية في درعا، إذ إنها لا تزال تعمل بالشكل التقليدي لا بنظام النافذة الواحدة برغم أن معدات مماثلة تشاهد في صالتها الرئيسة من جهاز قطع كرت الدور ولوحات عرض أرقامه بأعلى كوات الخدمة.. لكنها معطلة منذ سنوات وعلى ما يبدو أن إصلاحها أو استبدالها لم يجد سبيلاً للمعالجة حتى الآن.. ما يعني استمرار الفوضى وتجاوزات الدور التي ترهق المراجعين والموظفين في آنٍ معاً.
الحالة تتكرر في فروع المصارف التي تشهد كثافة من المراجعين، ولاسيما منها العقاري والتجاري الأكثر وجهةً لإنجاز المعاملات الحيوية مقابل سبات معظم المصارف الأخرى، حيث أصبح المشهد فيهما منفراً ولا يسرّ أبداً نتيجة التزاحم الكبير للمراجعين وخاصةً طلاب الجامعة بغية دفع رسم التسجيل في التعليم الموازي أو رسم الامتحان الوطني الموحد وغيرهما، أو بسبب تدافع غيرهم لتسديد الرسوم الخاصة بمعاملات الهجرة والجوازات وغيرها، علماً أن ما يفاقم الازدحام ليس غياب نظام الدور الآلي فقط.. بل ونقص أمناء الصناديق وضعف الإنترنت وتقنين الكهربائي أيضاً.
والوضع عند مراجعة فرع “الهجرة والجوازات” ليس بالأحسن فالطوابير والتجمعات العشوائية على أشدّها، حتى عند مكاتب شركة “تكامل” فالوضع من الشاكلة نفسها، وإن اجتهد أحد المراجعين وسجل دوراً على ورقة جانبية فهذا لن يثني البعض عن اختراق الدور بصفات وخلفيات مختلفة.
إن الحلَّ لا يحتاج إلى براءات اختراع، بل إنه ماثل للجميع في صالات النافذة الواحدة من خلال اعتماد الدور الآلي، واستبعاد التدخل البشري المشوب بالخلل عن تنظيم الدور ومن أي جهة كانت، وما على الجهات المعنية إلا أن تهيئ البنية التحتية لتطبيقه سواءً في مديرية الأحوال المدنية (النفوس) وفروع المصارف والهجرة والجوازات أو في مكاتب خدمات شركة تكامل وغيرها من الجهات.
صحيفة تشرين