طالما ذكرنا الكترونيات السيارات فسنذكر كهرباء السيارات..
و هنا أنصح المهندسين المتخرجين من كلية هندسة الكهرباء بالاتجاه إلى تصليح كهرباء السيارات فهي ستحقق لهم دخل أعلى بكثير من التوظيف عند شركات الإعمار أو من التوظيف بأي شركة كانت، و ستحقق نجاح باهر المستوى في هذا المجال.
لو ذهبت إلى المدن الصناعية وورشات تصليح السيارات فستجد أن من يصلح كهرباء السيارات هو شخص بدأ مسيرته بالخروج من المدرسة باكراً بعمر بين ال ١٠ل ١٥ سنة و اشتغل عند ورشة تصليح كهرباء السيارات و تعلم التصليح حسب ما مر على معلمه من مشاكل هوه حفظها حفظ ..و غالباً ما يختص بماركة سيارة معينة و تبدأ معه الصعوبات مع تطور السيارات في حين أنه لا يملك أدوات التطور.
لذلك تجد أن ٩٠% من مصلحي كهرباء السيارات ( كهربجي السيارة أو كهربائي العربيات او اسطه تصليح العربيات..أياً كان اسمه) يعملون بالحفظ و التخمين و ليس لديهم تحليل منطقي للعطل أو قدرة جيدة على ملاحقة العطل ..فتجده يقول نبدل هذا ..بعد التبديل لا تنحل المشكلة فيبدل قطعة غيرها و هكذا يكلف الزبون الكثير و قد يعطل أشياء كانت تعمل بدلاً من إصلاح العطل.
الدراسة المنهجية هي أساس العمل المتقن و الصحيح ..
كان لدي صديق في الحارة ترك المدرسة من الاعدادية و عمل في ورشة كهرباء سيارات ..كان يحدثني عن أشياء في كهرباء السيارات و أنا لا أعرف عنها شيء ، و في بداية أيام الجامعة كان يسألني عن مشاكل تواجهه و لكنها أشياء لا أعرف عنها شيء.
في السنة الرابعة من كلية الهندسة كان المشروع الذي طرحه الدكتور المشرف هو أن نعمل بحث عن كهرباء السيارات الحديثة ( في عام ١٩٩٩) و تطورها من القديمة للحديثة.
رغم وجود ٣ أشخاص معي في المجموعة إلا انني توليت اعداد البحث فنزلت للسوق و اشتريت عدة كتب عن كهرباء السيارات بتفاصيلها و كتبت نوطة المشروع.
في ذلك الوقت كان صديقي عمره في المصلحة ٨ سنوات و فجأة تحولت من شخص لا يفهم عليه إلى المرجع الأساسي له ..و بدأت أشرح له ما يجهله عن السيارات الحديثة و كيفية اختبار بعض العناصر …كانت أداة الفحص عنده هي لمبة السيريه فأخذته للسوق و جعلته يشتري آفومتر (مالتيمتر) و علمته استخدامه و اشترى بعض الكتب و شرحته له المخططات التي فيها و من ثم علمته كيف يستعمل الانترنت ليحصل على معلومات حول بعض السيارات و تطور عمله بشكل مذهل و بدأ باستلام سيارات كان لا يجرؤ على الاقتراب منها.
إن ربط العلم النظري بالعملي هو أقوى أنواع العلم و أفضله في المهن اليدوية أياً كانت ..و العلم النظري الآن متوفر و بكثرة من خلال الانترنت و هو بحاجة فقط لمن يقرأ .
أعود لأنصح المهندسين المتخرجين بالاتجاه نحو كهرباء السيارات فوجودهم سيرفع مستوى هذه المهنة و يوفر الكثير من المال على الناس و على البلاد .