( لعنة بطاريات نيكل كادميوم ) بطارية نيكل كادميوم ذات

(*** لعنة بطاريات نيكل-كادميوم***)
.
بطارية نيكل كادميوم ذات الرمز Ni-Cd ،هذه البطارية كانت أول بطاريات جافة قابلة للشحن ظهوراً في التاريخ (ظهرت في خمسينيات القرن الماضي) و كانت تستخدم في المعدات العسكرية و الأجهزة القديمة و ماكينات الحلاقة الحالية ، و لكن لها مساوئ ما زالت تؤثر على كل أنواع البطاريات الأخرى إلى يومنا هذا.
هذه البطارية مثلها مثل كل العجائز ، ذات منطق أعوج و راس يابس (مخ تنح)، فهي لا تقبل الشحن إلا إذا فرغتها على الآخر ، و لا تقبل ملء الشحن إلا إذا شحنتها باستمرار حتى تمتلئ ( تتفلل).
بعبارة أخرى إذا قمت بتفريغ جزء من البطارية ( ربعها أو نصفها) و حاولت شحنها فإنها لا تقبل الشحن و يبقى المؤشر يعطيك أنها في حالة هذا الجزء (الربع أو النصف) ، و لن تقبل الشحن من جديد حتى تفرغها نهائياً ليصل شحنها إلى الصفر ..
و إذا كنت تشحنها و توقفت قبل الملء الكامل ثم عاودت الشحن فإنها تعلق عند النقطة التي توقفت عندها و لا تقبل الشحن من جديد حتى تفرغها نهائياً و تعيد شحنها من جديد (تناحة ما بعدها تناحة).
تسمى هذه الظاهرة علمياً بذاكرة البطارية ( تسمية مؤدبة) .. أي أن البطارية لها ذاكرة لمستوى الشحن و لا يمكن مسح هذه الذاكرة إلا بالتفريغ الكامل للبطارية.
هذه الظاهرة مختصة فقط ببطاريات النيكل كادميوم ، و لكن للأسف ما يزال البعض يعتبرها ظاهرة عامة لكل البطاريات القابلة للشحن إلى يومنا هذا ..
منذ فترة اشتكت لي بطارية الليثيوم أيون Li-Ion الشابة (مواليد 1990) المستخدمة في الموبايلات و اللابتوب أن الناس يعاملونها مثل جدتها النيكل كادميوم عالرغم من أنها تختلف عنها نهائياً… فهي تقبل الشحن من جديد عند أي مستوى تفريغ ، و تقبل التوقف عن الشحن و متابعة الشحن من جديد عند أي مستوى شحن و لعدد كبير من المرات ..و هي تتفوق على بطارية الرصاص حمض من حيث أن جهد شحنها الأعظمي يساوي جهد شحنها العائم ، حيث أن جهد الشحن الأعظمي لبطارية الرصاص حمض هو 14.5 فولت بينما جهد شحنها العائم الذي يطبق عليها للحفاظ عليها في حالة جاهزية دائمة دون أن تتخرب هو 13.8 فولت ، و إذا ما فصلنا الشاحن عنها فإن جهدها يهبط إلى 13.2 فولت في أحسن الأحوال ( السائلة يهبط إلى 12.8 فولت) .
بينما بطارية الليثيوم أيون جهدها الأعظمي هو 4.2 فولت و جهد الشحن العائم هو 4.2 فولت و إذا ما فصلنا عنها الشحن يبقى جهدها 4.2 فولت …يا لها من بطارية ثابتة القرار و الأفكار.
.
في لقاء مع بطارية ليثيوم أيون المستخدمة في الموبايل و الحاسب المحمول قالت لي:
هناك الكثير من الشائعات حولي و لكني سأقول ما يناسبني… للحفاظ علي لأطول عمر ممكن اشحنّي كلما فرغت و لو قليلاً ، و لا تفرغني للنهاية أبداً لأن ذلك يقصّر من عمري ..لا تفرغني لأقل من 15% من سعتي فأنا لست مثل جدتي نيكل كادميوم .
لا يهم إن تركتني على الشحن بعدما أمتلئ فإن ذلك لن يضرني و لن يؤذيني إلا إذا كان الشاحن رخيص و لا يناسبني ، و كل ما يقال عن ضرورة فصلي عن الشحن بعد الامتلاء عبارة عن إشاعات كاذبة، فأنا لست مثل جدتي الرصاص-حمض (بطاريات السيارات و الانفرتر) التي يشحنوها بشاحن متخلف و يجب فصلها عن الشحن عندما تملئ…
و لكن لا تشحنني بجهد أكثر من 4.2 فولت فإن ذلك يؤذيني ، و لا تترك حرارتي ترتفع فإني قد أنفجر…
شكراً لبطارية الليثيوم أيون و إلى اللقاء.
مع تحيات م.منذر سالم