مادة التربية الوطنية !!!
ماهي ؟!! وما أهميتها في مناهجنا الدراسية ؟!!
كثيرا ما يصادفنا كمدرسين إختصاصيين لهذه المادة مثل هذه الإستفسارات من إعزائنا الطلبة .وغالبا ماتحمل أسئلتهم بين طياتها نكهةالشكوى والتذمر من عبئ دراسي يضاف على عاتقهم .أو محاولة تبرير لتقصير وتأجيل دراسي لهذه المادة في برنامجهم اليومي ..
وكمدرس لهذه المادة في مدارسنا منذ مايقارب 17سنة
وجدت في هذا المنبر فرصة مناسبة للإجابة عن هذه التساؤلات القديمة المتجددة مع كل تحديث للمنهاج الدراسي الذي صادف مادتنا في الثالث الثانوي هذا العام . فأقول أن مادة التربية الوطنية تصنف من ضمن العلوم الإجتماعية إلا أنها تنفرد عن مادتي التاريخ والجغرافيا بالشكل والمضمون فهي تتخذ من علم السياسة والتي وصفها المعلم اليوناني الأول “أرسطو” بسيدة العلوم . إذا تتداخل وتتفاعل مع شتى أنواع العلوم وتطوراتها وصولا الى ضبط إيقاعها وإستخداماتها
تتخذ التربية الوطنية من علم السياسة منبعا وموردا لها .
أما مدرسيها (الإختصاصيين) فهم من خريجي جامعة دمشق /كلية العلوم السياسية / .
وكما ذكرت للتو تنبع أهمية هذه المادة بإرتباطاتها وتشعباتها مع كل أنواع العلوم الأخرى سواء بمنحاها العلمي أو الأدبي فكما يعطي خبير الرياضيات والإحصاء للسياسي معلوماته الرقمية عن ظاهرة مجتمعية ليستخدمها في صناعة قراره السياسي .لاغنى أيضا للسياسي من قراءة تاريخ الدول وجغرافيتها والإطلاع على فنونها و آدابها ولغاتها وفلسفتها من أجل القدرة على التواصل وإقناع الأخر. ومن هذا المنطلق تكمن أهمية المادة ومتعة الإطلاع على مبادئها الأساسية في مناهجنا الدراسية .
إنها فن ومهارة صناعة الإنسان والمجتمعات والدول الحكيمة
وهي إيضا علم إدارتها وضمانة إستقرارها وتطورها.
لاننسى طبعا الدور الحاسم لمدرس المادة بشخصيته وإيمانه ومحبته لما يعلمه لطلبته فهو روح المادة وضمانة نجاح غرسها في عقل ووجدان طلبته لتثمر محبة وفخرا بوطنهم 💚 سوريا .
اهم مافي الامر اخر ثلاث سطور