مع دخول معبر «نصيب» بالخدمة.. الأردن يسمح بدخول السياح من سورية بشروط … مرتيني لـ«الوطن»: مجموعة إيطالية تزور دمشق و حلب ودول قدمت طلبات لتسيير رحلات سياحية
كشف وزير السياحة، محمد رامي مرتيني، لـ«الوطن» عن وجود طلبات مقدمة من عدد من دول العالم لتسيير رحلات سياحية إلى سورية، منوهاً باستقبال المعنيين في وزارة السياحة أول من أمس مجموعة سياحية إيطالية كانت تزور دمشق وحلب.
ووصف مرتيني الخبر الذي تم تداوله عبر وسائل الإعلام عن إعلان شركات السياحة في بعض الدول الأوروبية تسيير رحلات سياحية إلى سورية العام المقبل، من حيث المبدأ بأنه خطوة مشجعة على الصعيد الاقتصادي، تدل على أن قطاع السياحة مقبل على انتعاش في قادم الأيام، ليعود كأحد أهم روافد الدخل الأساسية للناتج المحلي، كما أنه دليل على مدى تعطش السائحين لزيارة سورية.
وأشار إلى أنه لم يتم الاستئناف الكامل للحركة السياحية إلى سورية، حيث تتم دراسة كل حالة على حدة وفق البروتوكول الصحي الذي ينص على تلقي لقاح «كورونا» أو فحص PCR، (ويفضل وثيقة تلقي اللقاح)، والتأمين الصحي الشامل، وذلك بالتنسيق بين وزارات السياحة والداخلية والصحة، لكوننا مازلنا نمر بالذروة الرابعة للفيروس.
ولفت إلى أن بعض السائحين لديهم مشاكل في مغادرة بلادهم والعودة لها، لكون السياحة لم تعد بشكل كامل إلى كل دول العالم بسبب «كورونا».
وعن الحركة السياحية بين سورية والأردن قال: نحن وبمجرد إعادة افتتاح معبر نصيب مع الأردن، أصبح من المتاح للأفراد والمجموعات السياحية بالدخول إلى الأراضي السورية، وأضاف: كما هي عادة سورية بأن تكون سباقة إلى استقبال الأشقاء العرب، نرحب بالأشقاء الأردنيين في سورية.
وشدد على الحرص على تطبيق اشتراطات الفريق الحكومي المكلف بالتصدي لوباء «كورونا» ضمن البروتوكول الصحي.
ونوه مرتيني بأهمية فتح الحدود بين البلدين واستئناف الزيارات وخاصة عن طريق البر لما له من أثر إيجابي كبير، مذكراً بأنه وقبل الحرب الإرهابية على سورية، كان هناك أكثر من مليوني زائر إلى سورية هم من الدول العربية المجاورة، العراق ولبنان والأردن، وأضاف: العلاقات مع الأشقاء الأردنيين كانت علاقات تبادل وزيارات شعبية، وكانوا من الزبائن الدائمين للأسواق السورية.
ولفت إلى أنه في العام 2019 في الفترة التي شهدت إعادة افتتاح معبر نصيب دخل أكثر من 110 آلاف أردني خلال 45 يوماً، ولكن جاء وباء «كورونا» وأثر على الحدود بكل دول العالم، إضافة للتوتر بسبب اعتداءات العصابات الإرهابية، وأضاف: لكن اليوم الظروف أصبحت مثالية بعد عودة الأمن والأمان لكامل محافظة درعا، والحراك الذي حدث بين الحكومتين في البلدين على الصعيد الخدمي والاقتصادي وفي مجالات الطاقة من المؤكد أنه سوف ينعكس إيجاباً على القطاع الصناعي.
وتناقلت وسائل إعلامية أوروبية، أمس، أن وكالات سفر أوروبية أعلنت استئناف رحلاتها السياحية إلى سورية، وذلك بعد توقفها منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية قبل أكثر من عشر سنوات، حيث أعلنت شركة «Soviet Tours» ومقرها العاصمة الألمانية، برلين، تقديم رحلات سياحية إلى سورية العام المقبل، وذلك حسبما نقل موقع إذاعة صوت ألمانيا «دويتشه فيله».
كما أعلنت شركة «Rocky Road Travel» السياحية، ومقرها برلين، في منشور عبر موقعها الرسمي عن تنظيم رحلات خاصة وجماعية إلى سورية، لعامي 2021 و2022، سواء لرحلة اليوم الواحد إلى دمشق، أم رحلة مدتها 15 يوماً إلى سورية بأكملها.
وأشار الإعلان على أن جولات الشركة، التي يصطحب دليلها السياحي المسافرين ويرافقهم عبر الحدود، تبدأ في سورية وتنتهي إما في بيروت، أو العاصمة الأردنية عمان، لافتاً إلى أن الشركة تراقب باستمرار الوضع على الأرض مع شركائها في دمشق، وتخضع مسارات الرحلات للتغييرات في اللحظة الأخيرة اعتماداً على الوضع الأمني، مشيراً إلى رفض دخول حاملي الأختام «الإسرائيلية» في جوازات سفرهم.
وبين الإعلان وجود جولتين جماعيتين مقررتين حالياً في الربيع، مع إمكانية ترتيب جولة لأي عدد من الأشخاص في أي تاريخ.
وفي السياق، دعت شركة «Lupine Travel» البريطانية عبر الإعلان على موقعها الرسمي إلى الانضمام إلى الجولات السياحية التي تنظمها إلى سورية، إذ أصبحت من أوائل الشركات التي أعادت السياح إلى سورية البلد المذهل، والغني بالتاريخ والثقافة.
وأوضح الإعلان، أن الشركة تأخذ السياح في جولات في المدن القديمة في دمشق وحلب، ومدينة تدمر القديمة، وقلعة الحصن، ثم إلى منتجع شاطئ اللاذقية.
وأشار تقرير لشبكة «دويتشه فيله» إلى أن شركة «Clio»، ومقرها باريس ومتخصصة في الجولات الثقافية، كانت واحدة من أولى الشركات الأوروبية التي بدأت في الترويج للرحلات إلى السورية في عام 2019، وتقديم جولات مرة أخرى عام 2022.
من جهتها، بدأت شركة «Young Pioneer Tours» الصينية، المعروفة بأخذ زوار إلى كوريا الشمالية، بحجز رحلات إلى سورية في أوائل عام 2022.
وأوضحت وسائل الإعلام الأوروبية، أن جزءًا من سبب موجة الحماس الحالية للسفر إلى سورية، هو حقيقة أنه بعد انقطاع مرتبط بجائحة «كورونا» لمدة 18 شهراً تقريباً، بدأت الحكومة السورية في إصدار تأشيرات سياحية مرة أخرى مطلع الشهر المنصرم.
وتبلغ تكلفة الرحلات الجماعية المعلن عنها إلى سورية نحو 2000 يورو (2300 دولار) لرحلة مدتها تسعة أيام، ما عدا تكلفة الرحلات الجوية.
وفي عمان، تداولت وسائل إعلام أردنية قرراً لوزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، حول اتخاذ قرارات جديدة لغايات تسهيل إجراءات الدخول إلى أراضي المملكة بهدف رفد الاقتصاد الأردني في كل القطاعات، وخاصة القطاع السياحي.
وقرر الفراية، السماح للمجموعات السياحية من الجنسية السورية بالدخول إلى المملكة، بعد قيام المكاتب السياحية بتقديم طلب لدى وزارة الداخلية حسب الأصول وتعهد المكتب السياحي بالتزام هذه المجموعات بالبرنامج السياحي المعد مسبقاً، والاحتفاظ بجوازات سفرهم لدى المكاتب السياحية التي استقدمتهم لحين مغادرتهم البلاد.
محمد راكان مصطفى
جريدة الوطن السورية