.
إن كل عمل يحتاج لكمية إنارة متناسبة معه لتأمين وضوح الرؤية وراحة العين البشرية أو تأمين جو الإنارة المتناسب مع الحدث.
لذلك كان لابد من وضع معايير عامة لسوية الإنارة المناسبة لكل عمل، و وضع القوانين و الحسابات اللازمة للوصول إلى هذه السوية.
تتم هذه الحسابات بمعرفة نوعية أجهزة الإنارة و شدة إضاءة الجهاز الواحد، و مساحة الغرفة، و ارتفاع سقفها أو ارتفاع جهاز الإنارة، و ارتفاع طاولة العمل عن الأرض، و لون الجدران و السقف و الأرضية، و من كل هذه المعطيات يتم اختيار عدد أجهزة الإنارة و طريقة توزعها ضمن الغرفة.
.
(( **كمية إنارة المصابيح الكهربائية**))
إن كل مصباح كهربائي يعطي كمية من الضوء نسميها الفيض الضوئي، و نقيسها باللومن Lumen .
و هذا الفيض هو كمية الضوء التي يبثها المصباح(اللمبة ) في كل الاتجاهات كما في الشكل(١).
إن الشركات المحترمة تضع كمية الفيض الضوئي للمبة التي تصنعها، فمثلاً: لمبات الفلوريسنت (النيون) ذات الطول 120سم و استطاعة 36 واط تعطي فيضاً وسطياً هو 2500 لومن، بينما ناصعة البياض تعطي فيضاً ضوئياً هو 3000 لومن.
في الشكل(٢) جدول بالفيض الضوئي لبعض المصابيح(اللمبات) الكهربائية.
.
((** سوية الإنارة **))
يتم قياس سوية الإنارة بواحدة اسمها لوكس LUX، و هي كمية الإنارة الموزعة على متر مربع واحد، و أصل الواحدة هي لومنمتر مربع. كما يظهر الشكل(٣).
إن الأعمال المكتبية تحتاج لسوية إنارة عالية بحيث ترى العين الكتابة بوضوع و لا تتعب في القراءة، و لكن ليست زائدة كي لا يحدث تعب للعين من شدة الإضاءة المنعكسة عن الورق، لذلك يتم اختيار سوية إنارة تتراوح بين ٣٠٠-٥٠٠ لوكس، و في المعيار العالمي ٥٠٠ لوكس.
في الشكل(٤) جدول بقيم سويات الإنارة المطلوبة لبعض الغرف .
.
((** الشدة الضوئية**))
و هي كمية الضوء المنبعثة في اتجاه محدد و تقاس بالشمعة (كاندلا Cd).
فبينما يعبر الفيض الضوئي عن كمية الضوء المنبعثة في كل الاتجاهات فإن الشدة الضوئية تعبر عن كمية الضوء في اتجاه محدد كما يظهر الشكل(٥)، و هذا ما يجعلنا نرى أن مصباح ليد فيضه الضوئي 800 لومن يعطي إضاءة أفضل من مصباح فلوريسانت فيضه الضوئي 2500 لومن، و السبب أن مصباح الليد يعطي ضوءه في اتجاه واحد فيتركز الضوء بينما مصباح الفلوريسانت يعطي فيضه الضوئي على مدار دائرة.
قد تختلف الشدة الضوئية لنفس المصباح ما بين الإضاءة في مركزه أو الإضاءة في زاوية ٣٠ درجة كما يظهر الشكل(٦).
تعطي شركات تصنيع المصابيح منحني شدة الإنارة لكل مصباح حسب الاتجاهات و ذلك لاستخدامه في تصميم الإنارة كما في الشكل(٧).
.
((** أنواع الإنارة **))
– الإنارة العامة: و هي مخصصة لإعطاء ضوء عام في كل الفراغ المطلوب إنارته.
– الإنارة المركزة: و هي مخصصة للتركيز على شيء ما إما لزيادة الإضاءة مثل سرير غرفة العمليات، أو لإظهار هذا الشيء مثل الألبسة في واجهات محلات الألبسة.
– الإنارة الديكورية: و ليس الهدف منها الإنارة إنما الهدف منها المظهر مثل أجهزة دمج الألوان الليد المخبأة في أطراف المحلات.
.
(((** أساليب الإنارة **)))
يوجد ثلاثة أنواع من أساليب الإنارة:
إنارة مباشرة، إنارة نصف مباشرة، إنارة غير مباشرة(مخفية).
– الإنارة المباشرة: عندما يتعرض السطح المضاء لوهج المصباح مباشرة.
مثل إنارة المحلات و البضائع و الإنارة بالسبوتات و أجهزة الفلوريسانت في المنازل.
– الإنارة النصف مباشرة: عندما يتم استخدام ناثر ضوئي لتشتيت ضوء المصباح و توزيعه بشكل أفضل، فيكون الضوء أقل شدة و لكنه أكثر تجانساً.
تستخدم في غرف الجلوس و الاستقبال.
منها أجهزة فلوريسانت ذات غطاء ناثر زجاجي أو أجهزة ليد مع غطاء حليبي.
– الإنارة الغير مباشرة (المخفية) : حيث تتم الإضاءة بانعكاس ضوء المصباح على أسطح عاكسة و لا نرى المصباح مباشرة، و تستخدم للجلوس المريح و الهادئ في غرف النوم مثلاً باستخدام اللامبادير، أو لمشاهدة التلفزيون في الصالون مع استخدام إنارة الفلوريسانت المخبأة في محيط السقف.
.
((** حسابات الإنارة**))
يوجد مجموعة من القوانين و العلاقات التي تستخدم لحساب سويات الإنارة في كل فراغ حسب نوعية الأجهزة المستخدمة و طريقة توزعها، مع مراعاة انعكاس الإنارة عن الجدران و السقف و الأرضية.
و هذا لا يعني أن الموضوع سهل بل هو يحتاج لخبرة في توزيع الأجهزة لتأمين الانتشار الأمثل للضوء.
يوجد برامج مخصصة لحسابات الإنارة أشهرها DiaLux ، كما أن شركات تصنيع أجهزة الإنارة تقدم برامج خاصة لحسابات الإنارة بواسطة أجهزتها مثل شركة ناردين العربية.
.
كان هذا ملخص بسيط لتوضيح ما هو علم الإنارة ، بينما هو علم تخصصي يحتاج للكثير من العلم و الحسابات و الخبرة.
م.منذر سالم