من الملاحظ أن أغلب الناس في مجتمعنا لا تملك الفكر التجرببي

من الملاحظ أن أغلب الناس في مجتمعنا لا تملك الفكر التجرببي ..أي التوجه نحو التجريب ..بل تملك الفكر التخميني الذي يفترض الأشياء من عقله و يحكم عليها من تلقاء نفسه ثم يتصرف على هذا النحو…و هذا ما يسبب خسائر كبيرة و مشاكل متعددة .
مصلح الالكترونيات يقول: بدلت الموسفيت و الجسر و المكثفات و لم يعمل الطباخ ..دفع مبلغ كبير و في النهاية يكون العطل من مقاومة صغيرة .هذا لأنه لا يفحص و لا يجرب.
مصلح السيارات يقول لك: عطلك بواجي. و تبدلهم ثم لا تنحل المشكلة، فيقول لك: عطلك مضخة البنزين، و لا تنحل المشكلة، و هكذا تبدل بالقطع بمليون ليرة و لا تستفيد ثم يخبرك صديقك أن العطل من حساس البيئة و تنحل المشكلة.
حتى أن بعض الأطباء يعتمد على التخمين فقط و ليس على المعاينة الدقيقة.
الأسوأ أن يكون المهندس يعتمد على التخمين في حين أن الفكر الهندسي هو فكر مبني على التجربة..
في أثناء الدراسة الجامعية يوجد المخابر و التي من المفروض أن تنمي التدريب على التجربة و لكن للأسف هي لا تنمي سوى الحفظ الأصم لأشياء لا يفهمها الطالب.
من الضروري التدرب على التجريب و الفكر التجريبي لكل أنواع الناس..
يقول لك شخص ما : الآن فلان لن يوافق على هذا . تقول له : هل سألته؟ يقول: لا و لكن هو لن يوافق… حسناً جرب و اسأله و افهم لماذا لا يوافق. يقول: لا لن أجرب.
لطالما حللت مشاكل في أشياء كنت أتعرف عليها لأول مرة ثم أحل مشكلتها في حين عجز عنها الذين يستعملونها دائماً و السبب هو اتباع الطريقة التجريبية في حل المشكلة.
في البداية أفهم من الشخص مبدأ عمل الجهاز أو المنظومة و كيف كانت تعمل و كيف ظهر العطل ثم أضع مجموعة من التجارب المتتابعة لحصر مكان المشكلة بدقة ثم بعد تحديده يبدأ البحث عن حل.
و كثيراً من الاحيان يكون الحل بسيط و كلفته قليلة و لكن البحث عنه هو الطويل و المكلف.
يكون الشخص أفضل في إصلاح الالكترونيات كلما كان لديه حس التجربة و التجريب و الابتعاد عن التخمين.
نقطة .انتهى