مهارات الدمج في مجال التدريس التربوي
تعليم جديد، أفكار تعليمية جديدة، تعليم مختلف: مهارات الدمج في مجال التدريس التربوي التعليم في وزارة التربية والتعليم العالي
#مهارات #الدمج #في #مجال #التدريس #التربوي
لقد أصبح مفهوم أو مصطلح الدمج عنواناً بارزاً نقرأه ونسمعه ونراه ونمارسه ليل نهار، وأصبح مقروناً بالتغيرات العلمية والتكنولوجية والممارسات التعليمية والتي صاحبت جائحة كورونا مما أضفى عليه أهمية بالغة في المضمون والهدف، والتي أثرت بشكل واضح على تحسين نواتج التعلم، وفي هذا المقال نسعى لترسيخ مفهوم الدمج من المنظور التعليمي، وبالله التوفيق……
تعبر المهارات عن قدرة المعلم على أداء المهام بإتقان وجودة في زمن يسير خلال البيئة التعليمية التي تحقق التعلم الذاتي للطالب، بينما الدمج هو خلط الجزء بالكل ’و الكل بالجزء’ لنحصل على خليط أو مزيج متجانس يقلل من الفوارق في السمات والقدرات والمهارات بين الطلاب فيقوي بعضها البعض ويكمل بعضها الآخر.
مثال لخلط الجزء بالكل
طالب لا يجيد رسم خريطة ذهنية لموضوع ماء بينما بقية طلاب فصله يجيدونها، فيتم تدريبه بدمجه مع مجموعة تجيد رسم الخريطة ’ ومن ثم مشاركته مع مجموعة أخرى في رسم خريطة لباب أو وحدة كاملة من المنهج (النظرية الجشطالتية)
مثال لخلط الكل بالجزء
إن تحويل أو تفكيك الخريطة الذهنية إلى خريطة مفاهيم ’ ومن ثم تكملتها بالمفاهيم الناقصة يحولها إلى خريطة ذهنية متكاملة ومن هنا يستطيع المعلم الدمج بين النظرية السلوكية والجشطالتية
الدمج بمفهومه الشامل
هو دمج عنصرين أو أكثر متشابهين أو مختلفين أو متناقضين أو بينهما فوارق في الجنس والنوع في قالب واحد ’أو عدة قوالب من أجل مواكبة ومواءمة أنماط وسمات شخصية المتعلمين من حيث:
الأهداف – والوسائل – والاستراتيجيات – وأساليب وأنماط التقويم
كما سيأتي شرحه أو تبيانه في محور إعداد الدروس:
وكما هو معروف تربويا إن الإعداد الجيد يتبعه أداء جيد.
1/ التمهيد أو التهيئة: فتنوع مقدمات وتهيئة الدروس ما بين القصة والإثارة وطرح سؤال أو عرض مشكلة أو موقف اجتماعي…الخ، بأشكاله السمعية والمرئية والمكتوبة والمرسومة ’ التقنية منها والتقليدية ’ وربطها بأهداف الدرس وعناصره’ فيولد الإثارة والجاذبية والتشويق لدى الطلاب، كل هذا يعتبر بمثابة دمج المحتوى مع المنهج والطالب مع المجتمع والمدرسة مع البيئة المحيطة بها.
2/ إن رسم أهداف الدرس بمشاركة الطلاب مع معلمهم هو دمج في الإعداد، ودمج بين أهداف الطلاب وأهداف العملية التعليمية وفكر معلمهم وهذا يساعد في تحديد مستوى الدعم (ما يحتاجه الطالب – ما يمتلكه الطالب = مستوى الدعم) والذي يجب تقديمه للطلاب (النظرية البنائية)
3/ إن ربط موضوع الدرس بالدروس السابقة وأيضا بالمواد الأخرى يعتبر دمجاً تكوينياً افقياً ورأسياً (مفاهيم البكالوريا الدولية)
4/تنوع وتعدد الوسائل التعليمية السمعية منها والبصرية والحسية والمكتوبة والنمذجة والمحاكاة = دمج بين الحواس وعناصر الاتصال الفعال بين المعلم وطلابه.
5/ تنوع الاستراتيجيات بين الحديث منها والقديم ’ بين التعلم النشط والمحاضرة و بين الاستقصاء والحوار والمناقشة هو دمج بين الحاضر والماضي والمستقبل.
6/ إن فهم مفهوم التمايز وإسقاطه على جميع محاور إعداد الدروس بمثابة دمج وتقدير لكل مكونات وقدرات وميول واتجاهات ومهارات طلاب الفصل ويعمل على تذويب الفوارق بينهم ويحمي نقاط الضعف عند البعض ويقوي نقاط القوة عند الآخرين’ لأن التمايز يعني وجود اختلاف وفوارق بين الطلاب يجب مراعاتها.
7/الدمج في أدوات القياس المقدمة للطلاب وتسلسلها ومراعاتها للفروق الفردية فهذا الطالب سؤال معرفي بسيط يكفي لتعزيزه ’ شكراً لك’ مكتوباً أم مسموعاً وآخر سؤال يقيس القدرة على التحليل والتركيب يتفق وقدراته ’ أحسنت ’ لهو دمج لأدوات القياس والتقييم والتقويم. وللتوضيح أكثر (راجع مقال في القياس والتقييم والتقويم موقع تعليم جديد زكريا الشهاوي)
8/ الدمج بين السبورة التقليدية والفنلندية والإلكترونية، الدمج ما بين قلم السبورة العادية والتابلت، الدمج ما بين تطبيق التقويم بالأسئلة الشفهية أو المكتوبة أو بجوجل فورم أو تطبيقها من خلال الورد ووول أو الكاهوت وميكروسوفت تيمز كلها عناصر دمج بين الماضي والحاضر وصناعة المستقبل.
فنحتاج للتدريس الرقمي والمعمل الافتراضي والباركود والروابط الإلكترونية وأوراق العمل التفاعلية وغيرها الكثير من أدوات الدمج ولا نستغني عن قراءة وتصفح الكتاب المدرسي والتظليل فيه والتهميش على جوانبه والتلخيص متى كانت الحاجة لتحقيق الهدف المنشود.
9/ الدمج في أساليب التدريس ما بين الحضوري والأون لاين ففي الحضوري نرى مسرحة المناهج باللعب والتلعيب ونرى المعلمين الممثلين البارعين بينما في التدريس الأون لاين تظهر براعة المذيعين المحترفين في لغة الجسد وحدة الصوت وشدته ومواجهة الكاميرات وكلها مهارات يكتسبها المرسل والمستقبل إن أتقنا الرسالة ووظفنا أدوات التواصل بكفاءة عالية.
10/ الدمج بين المتزامن والغير متزامن فالكل يحل الاختبار في آن واحد صباحا أو مساءً والواجبات متزامنة لوقت معلوم متى توفر الوقت للطالب مع التقيد بالمدى الزمني، فالمهم تحقيق الهدف مع اختلاف بيئات الطلاب الزمانية والمكانية وتقديم المشاريع والمهام الأدائية مجالها مفتوح ومقيد وفق قدرات الطلاب ومضمون محتوى المطلوب وهنا ندمج الزمان بالمكان والمكان بالزمان … وندمج أيضا أدوات القياس مع تنوع الإجراءات.
11/ تعد مهارة الدمج ما بين المتفوقين والمتعثرين (صعوبات التعلم) سواء بالدمج الكلي أو الجزئي نقلة نوعية في المجتمع وهي تساوي تماماً قدرة معلم آخر على اكتشاف ورعاية الموهوبين فدمج الموهوب بغيره يولد مجتمع المبدعين.
الخلاصة أن الدمج التدريسي معناه الراحة مع فوضى الطلاب في التجريب والمشاغل داخل الفصل وخارجه وفي المدرسة والبيئة المنزلية مع تحقيق فرص عمل ومهام أدائية لجميع الطلاب مع تحديد مستوى الدعم لكل طالب وفق مبادئ النظرية البنائية مع دمج التقنية الحديثة في الواقع التعليمي وتسلحك أخي المعلم بالمعرفة وحرصك على التنمية المهنية المستمرة والمستدامة’ سيجعلك منك معلم العصر المبدع والمتميز المتسلح بمهارات القرن الواحد والعشرين.