نبضات من جراحة الأوعية ” إنه الحب وصلة الفيستولا الخاصّة

نبضات من جراحة الأوعية
❤” إنه الحب .. وصلة الفيستولا الخاصّة بنا”💙

لا يُعَرَّف الحُبّ بالكلمات لأنّها تجعل منهُ شيئاً واحداً والحبّ لا يمكنه أن يكون واحداً يا يحيى، أمسكتُ قلمك ودوّنت أيسر إضبارة مريض الفيستولا حَرفي إسمينا، كنت أحاول أن أجد تعريفاً للحبّ وظهرَ لي أن الحبّ يمكن أن يعرّف بالأحرف لا بالكلمات.

أجل، يمكن أن يكون الحب هو الـ (AV) فيستولا الخاص بنا، مع استبدال هذين الحرفين بحرف اسمي واسمك، فطالما وجدت في مقاومة قلبي لضغط الحب المرتفع فيه قوّة الشريان، وطالما وجدت في جدران عاطفتك ضعف الوريد وهشاشته ولكنّي مع كل ذلك أحببتك يا يحيى.

نعم، أردت لهذا الحب أن يكون قوياً حقيقياً فخلقت تلك الوصلة المجنونة بين قلبي وقلبك متجاوزة آلاف الشعيرات حارمةً الأنسجة من أوكسجينها لأني كنت مجنونة بكل تفاصيلك يا يحيى، تفاصيلك التي تجعلني أخرج عن المألوف وأفرّ حروف الكلمات مثلما أفرّ كنزة صوف.

رغم يقيني أنّي سأشعر بعد ذلك بالبرد..

أردت لهذا الرابط بيننا أن يكون جراحياً، فهل يوجد استطباب أقوى من الحبّ لخلقه ..!؟

كنت أريد هذه الوصلة أن تكون بطعم الحياة لا المرض يا يحيى، وكأنّي أربط بين قلبي وقلبك بها لغسل كلية تالفة جوعى لهذي العاطفة.

كنت تدير ظهرك إلى مريضك متقدّماً نحوي، عيونك تضحك مثل عادتك، تضع كفك على الإضبارة ثم تضحك بحرارة، تشير للحرفين متظاهراً “بقلّة فهمك” وتقول بصوت عالي “أم الدم”، هذا لقبك أنتِ “أم الدم” فأبادلك الضحكات.

وليتك تعرف أني كذبتُ عليك، نعم، كذبتُ عليك، فأنا كرهتُ الدم كثيراً حين أتيتُ.. ولكن بقيتُ “أحبُّ يديك”.

أنا “أم الحب”، الحب الذي قُدّر عليه أن يتراكم في قلبي دون أن يظهر أعراضاً تشي به، ودون أن يعرف أحد ماذا يمكن أن تحدثه هذه القنبلة الصامتة عندما تنفجر.

لابد أن يأتي عليه يوم يتمزّق يا يحيى، وعندها سيموت وستفشل كل خطط أصابعك الحلوة للإصلاح.

الوقت يمرّ سريعاً هنا، وأما أنا، أودّ لقاءً أحكيكَ فيه عن “وصلة الحبّ الخاصة بنا”.

❤️
د. مايا معلا

(سماعة حكيم)