فاتيماتو… هي طفلة عمرها ٣ سنوات، ولدت في ايطاليا، الأهل من بوركينافاسو ( وسط وغرب افريقيا). أحضرها عمّها الينا ( يقول الكاتب) بعد أن استقبل العائلة في المطار بعد قضائها ٦ أسابيع في بلد المنشأ.
يقول العم الذي كان يترجم: أنه لم يعرف الطفلة عند عودتها، بسبب النحول، وكان لديها اقياء واسهال وحرارة، كان وزنها فقط ١٠ كغ، 🥶، حرارة ٤٠، بحالة جفاف شديد، و بحالة هيجان و رهاب ( من أجل سحب الدم، كان يجب اللجوء إلى الميدازولام لتهدئتها) .
التحاليل الدموية نفت الملاريا، وبيّنت سوء تغذية، نقص صوديوم ونقص بوتاسيوم، ونقص ألبومين. خضاب دموي: ٨
MCV: 60،
ممكن خلّة تالاسيميا.
زرع الدم سلبي، و زرع البول والبراز سلبي للفيروسات والطفيليات، ولكنه ايجابي للمستخفيات البوغية( وهي منتشرة في العالم الثالث) وقليلة الاعراض، الا في حالة نقص المناعة،ولكن لايمكن عزو الخالة السريرية لها .
فقمنا باجراء فحص السلّ والايدز: كانت طبيعية.
شُفيت فاتيماتو من حالة الجفاف، بالاماهة الوريدية وتصحيح الشوارد، واعادة التغذية بشكل تدريجي.
تم تخريجها بعد اسبوع بحالة عامة جيدة، و اعادة تقييمها بعد شهر: كانت قد زاد وزنها وطولها.
تعداد الدم والشوارد كانت طبيعية،.كما هو المتوقع في حالة تجفاف تالي لالتهاب امعاء.
ولكن المشكلة كانت شيء آخر ………
نقصُّ عليكم هذه القصّة للعبرة.
الطفلة كان لديها ختان للأعضاء التناسلية، مع استئصال البظر وجزء كبير من الشفرين الصغيرين( لا يمكن أبداً تخيّل الشروط الصحيّة التي تم بها ذلك).
يبدو أن الانتان قد كان سبباً حزئياً لحالة الطفلة، ولكن الرض النفسي عندها كان فظيعاً.
عندما تم سؤال الأم الجميلة التي عمرها ٢٣ سنة ولديها ٣ أولاد، عمّا حدث في بوركينا فاسو ، قالت: لقد ولدت هكذا!!!.
تم رفع دعوى الى النيابة العامة في الجمهورية على الأهل.
وتم اخطار الخدمات الاجتماعية بحالة الطفلة.
خلال إقامة الطفلة ، قامت بزيارتها حوالي ٢٠ امرأة، الأكبر سنّاً بالزيّ التقليدي، والأصغر بلباس غربي.
كلّ النساء كانت عيونهن منخفضة، ويهمسن بصوت منخفض لبعضهنّ البعض.
شرحنا لهم أن ختان الاناث هو جريمة في ايطاليا ، ويتسبب بسنوات من السجن.
٢٥% من النساء في بوركينافاسو لديهن ختان، وأكثر من ذلك في بلدان أفريقية أخرى، بغض النظر عن الديانة، لاحظ الخريطة.
حالة منقولة من مجلة medicone bambino الايطالية
(سماعة حكيم)
عيب ع لي فاهم حاجة