نظريات التعلم المعتمدة على الاتصال ودور التقنيات الحديثة في تطبيقها
تعليم جديد، أفكار تعليمية جديدة، تعليم مختلف: نظريات التعلم المعتمدة على الاتصال ودور التقنيات الحديثة في تطبيقها التعليم في وزارة التربية والتعليم العالي
#نظريات #التعلم #المعتمدة #على #الاتصال #ودور #التقنيات #الحديثة #في #تطبيقها
يعتبر التعلم ضرورة لكثير من مواقف الحياة وهو الأساس في تفسير كثير من مظاهر السلوك البشري السوي وغير السوي، حيث تعتبر وسيلة لاكتساب الفرد للمعارف والمهارات وتكوين عاداته السلوكية واتجاهاته وتحقيق إنسانيته، وما من نشاط بشري يخلو من التعلم، فهو عملية أساسية في الحياة يسير معها ويمتد بامتدادها، ولا يتقدم مجتمع إنساني إلا بالتعلم، وهو مقدار ما استفاد منه كل جيل من سابقه وما يضيفه إلى المعرفة الإنسانية.
لقد تعددت نظريات التعلم واختلفت في تفسير عملية التعلم، ويرجع ذلك إلى طبيعتها المعقدة والمتشعبة، مما يجعل من الصعب على وجهة نظر واحدة إدراك عملية التعلم بكاملها، وتقديم إطار شامل لها، ويحتاج المصمم التعليمي إلى إجابات عن أسئلة متعددة حول خصائص المتعلمين، وكيفية تعلمهم، والشروط التي تيسر هذا التعلم وظروفه، والأساليب والإجراءات المناسبة لحدوث التعلم، وكيفية تقويمه، وهي أسئلة ضرورية لعملية التصميم، ونظريات التعليم والتعلم هي التي تجيب عنها. (عبدالعاطي،2016)
ارتبط التعليم الإلكتروني ارتباطا وثيقا بنظريات التعلم والتي تستهدف الوصول إلى المبادئ والأساليب التي تحقق تعلما أفضل للفرد في مواقف مختلفة، كما تهدف إلى مساعدة المختصين والباحثين في الميدان التربوي على إيجاد أفضل الظروف لتحقيق تعلم فعال.
مصطلحات البحث:
- النظرية:
تُعرف بأنها مجموعة من القواعد والقوانين التي ترتبط بظاهرة ما، حيث ينتج عن ذلك مجموعة من المفاهيم والافتراضات والعمليات التي يتصل بعضها ببعض لتؤلف نظرة منظمة ومتكاملة حول تلك الظاهرة، ويُمكن أن تستخدم في تفسيرها والتنبؤ بها في المواقف المختلفة، فهي تشكل مجموعة من الافتراضات التي تتألف من البناءات المحددة لتوضح العلاقات المتداخلة بين العديد من المتغيرات ذات العلاقة بظاهرة معينة سعياً وراء تفسيره. (الزغول، 2009: ص26)
- نظريات التعلم:
وهي عبارات وصفية منطقية، تختص بفهم وتفسير ظاهرة وسلوك تعلم مـن وجهة نظر خاصة بها، فالنظرية السلوكية وكما هو الحال مع النظريات الأخرى، فهي تفسر التعلم بخصوصية علمية وعملية تختلـف عـن نظيراتها الإدراكية والنفسية الفسيولوجية. (حمدان، 2017: ص10)
وتعرف بأنها المحاولات المنظمة لتوليد المعرفة حول السلوك الإنساني وتنظيمها وتجميعها في أطر من الحقائق والمبادئ والقوانين بهدف تفسير الظاهرة السلوكية والتنبؤ بها وضبطها، حيث يكمن الهدف الأساسي لنظريات التعلم في فهم السلوك الإنساني من حيث كيفية تشكله وتحديد متغيراته وأسبابه، ومحاولة تفسير عمليات التغير والتعديل التي تطرأ على هذا السلوك بهدف صياغة مبادئ وقوانين عامة لضبطه وتوجيهه. (الزغول،2009: ص43)
- خصائص النظرية:
تكمن أهميتها في أنها تطلع بعدد من الوظائف حيال المعرفة الإنسانية، وتتمثل بالآتي: (الزغول، 2009: ص 26-27)
أولا: النظرية السلوكية
نشأة ومفهوم النظرية السلوكية:
جون واطسون 1878- 1908 هو عالم نفس أمريكي والذي يعتبر أب السلوكية الحديثة، وقد حذا حذو بافلوف في تأكيده على أن السلوك الإنساني هو عملية أفعال شرطية منعكسة. وكان واطسون يعتقد أنه على علم النفس التوقف عن دراسة تفكير الناس وشعورهم وأن يبدأ في دراسة ما يفعله الناس. والعامل الأول المسؤول عن تشكيل السلوك في نظر واطسون هو البيئة، وإذا أمكن السيطرة على بيئة الطفل فإنه يمكن هندسة الطفل وفقا لنمط الشخصية المرغوب. والعالم سکنر هو أكثر السلوكيين تأثيرا، وكانت أعماله طليعة معركة السلوكية في التربية، حيث شملت هذه الاعمال میادین تعديل السلوك والآلات التعليمية والتعليم المبرمج. (مرسي، 1985)
مميزات وعيوب النظرية السلوكية:
إن توظيف النظرية السلوكية في التعليم والتعلم أثبت فاعليته في تطوير بعض المهارات وخاصة تلك التي يمكن تعلمها عن ظهر قلب من خلال التعزيز والممارسة والتكرار. لكن الدراسات أثبتت أن المهام التي تتطلب أساليب تفكير معقدة وعمليات عقلية عليا لا يمكن تعلمها بشكل جيد باستخدام المنهج السلوكي في التعليم وتحتاج المزيد من الفهم والمعرفة الكيفية مع إدراك وتحليل وفهم المتعلم لما يخوضه من تجارب تعليمية. (العييد، والشايع، 2018: ص 60-61)
أهم مبادئ النظرية السلوكية في تفسير التعلم:
دور التقنية الحديثة في تطبيق النظرية السلوكية:
لتطبيق التعليم الإلكتروني وفق النظرية السلوكية يمكننا تصميم المقررات الإلكترونية أو من خلال ترتيب فقرات محتوى المقرر الإلكتروني وصياغتها بطريقة متدرجة من الأسهل إلى الأصعب؛ لمساعدة المتعلم على إدراكها وفهمها واكتسابها، حيث يتم عرض كل عنصر من عناصر المقرر سواء نظريا أو إجرائيا باستخدام أمثلة إيجابية وسلبية؛ وذلك لتعزيز الفهم والادراك للمتعلم، يتبعها تدريبات عديدة لتمكين المتعلم من المعلومات والمهارات الجديدة، وضرورة تقديم التغذية الراجعة فور قيام المتعلم بالاستجابة لمساعدته وتوجيهه نحو تحسين الأداء، وإصدار الاستجابات السلوكية الصحيحة المطلوبة. (العييد والشايع، 2018: ص61)
ثانياً: النظرية المعرفية
نشأة ومفهوم النظرية المعرفية:
مؤسسها ومنظرها العالم النمساوي جان بياجيه، وتعتبر النظرية بصفة عامة وعاء مبنيا على العلم والتجربة، تمكن التربويين من فهم العديد من الظواهر التعليمية والنفسية، وهو ما يمكنهم أيضا من اختيار المسار الصحيح لتقديم المعرفة. (أكناو، 2017)
تركز النظريات المعرفية على العمليات العقلية التي تحدث أثناء التعلم، والتي تهدف إلى كيفية استقبال المعرفة من المدخلات الحسية: كالإحساس، والإدراك، والتخيل، والتذكر، والاستدعاء، والتفكير، وغيرها من العمليات الأخرى التي تشير إلى المراحل التي يمر بها الأداء العقلي أو تشير إلى المستويات العقلية لهذا الأداء. (ابو خطوة، 2018: ص 27)
وقد عرفها لالاند: بأنها دراسة المشاكل التي تطرحها العلاقة بين الذات والموضوع في فعل المعرفة، وقد حددها في صورتين أساسيتين وهما: صورة قديمة تبحث مدى تطابق تصور الأشخاص لما هو موجود بشكل مستقل عن هذه التصورات، والصورة الحديثة المعاصرة في البحث في طبيعة موضوع المعرفة المحدد ومعرفة قوانين هذه الطبيعة في تمرس الفكر والعلاقة بینهما. (فشار، 2019: ص504)
مميزات وعيوب النظرية المعرفية:
تتميز بأنها تزيد من استقلالية المتعلم وتطور من قدراته العقلية وترفع من سقف الاكتساب التعليمي المتوقع منه، ولكن ما يعيبه هو صعوبة توصيل بعض المعلومات والمعارف الجديدة التي لا يمتلك المتعلم حولها خبرات مماثلة، كما أنه يصعب على المعلم ملاحظة قدرة المتعلم على تخطي تمثيلاته الداخلية للواقع وفهم الواقع الحالي المفترض أنها تمثله. إضافة إلى أن الاتجاه المعرفي في التعلم يميل إلى تجاهل قدرات المتعلمين في التفكير الإبداعي. (العييد، والشايع، 2018: ص71)
أهم مبادئ نظرية المعرفية في تفسير التعلم:
دور التقنية الحديثة في تطبيق النظرية المعرفية:
إن استخدام الخرائط المعرفية الإلكترونية تسهم في فهم المتعلم لموضوع ما باستخدام برمجيات، مثل: mind map، والتي تمكن المتعلم من تطوير خرائط ذهنية معرفية خلال شرح الدرس أو تقديم المعلومات.
ومن التطبيقات الفاعلة في هذا المجال: الرحلات التعليمية الافتراضية كالمتاحف، أو حدائق الحيوانات أو المعالم التاريخية، والتي تتيح للمتعلم الاطلاع على قدر كبير من المعلومات المكتوبة والمسموعة ومشاهدة مقاطع فيديو مما يترك أثرا كبيرا على ذاكرة المتعلم. (العييد، والشايع، 2018: ص72-73)
ثالثاً: النظرية البنائية
نشأة ومفهوم النظرية البنائية:
إن الفلسفة الرئيسة للبنائية تنسب إلى جان بياجيه 1896-1980، إلا أن بستالوزي 1746-1827 قد أتى بنتائج مشابهة قبل أكثر من قرن على ذلك، إذ أكد ضرورة اعتماد الطرق التربوية على التطور الطبيعي للطفل وعلى مشاعره وأحاسيسه، وهو بذلك أكد على أهمية الحواس كأدوات للتعلم، ونادى بربط مناهج التعليم بخبرات الأطفال التي تتوافق وحياتهم في بيوتهم وبيئاتهم العائلية. (التلواتي، 2014)
حيث عرفها سـيجل بأنهـا: عمليـة البناء المعـرفي التي تـتم مـن خلال تفاعل الفرد مع ما حوله من أشياء وأشخاص، وفي أثناء هـذه العمليـة يبنـي الفـرد مفاهيم معينة عن طبيعته؛ ولذلك يوجه سلوكياته مع كل ما يحيط به مـن أشـياء وأشخاص وأحداث. (كماش،2018: ص39)
وعرفها (زيتون 2002، نقلاً عن حرز الله 2016) بأنها: عملية استقبال تتضمن إعادة بناء المتعلمين لمعان جديدة داخل سياق معرفتهم الحالية مع خبراتهم السابقة وبيئة التعلم، إذ تمثل كل من خبرات الحياة الحقيقية والمعلومات السابقة بجانب مناخ تعلم الجوانب الأساسية للنظرية البنائية.
مميزات وعيوب النظرية البنائية:
تمتاز بإشراك المتعلم في جميع مراحل تعلمه، كما أن التعلم يكون مرتبطا بالحياة الواقعية ويساعد المعلم على التقليل من مشاكل الانضباط السلوكية لدى المتعلمين نتيجة إشراكهم في العملية التعليمية، كما تمتاز بمساعدة المعلم على تقديم المعارف بطرق مختلفة ومتنوعة بناء على معارف المتعلمين السابقة، والذي بدورهم يقومون بفهم وتصور المعرفة الجديدة.
ويعيب النظرية البنائية كثرة أعداد المتعلمين، والتي قد تعيق المعلم عند محاولته التعرف على المتعلمين كأفراد وتحديد طبيعة معارفهم السابقة، وقلة مصادر التعلم المتوفرة في المدارس والضرورية لدعم التعلم البنائي القائم على الاكتشاف. (العييد، والشايع، 2018: ص66-67)
أهم مبادئ نظرية البنائية في تفسير التعلم:
هناك مجموعة من المبادئ والأسس التي يتفق عليها معظم منظري الفكر البنائي والتي تعد مرتكزات أو افتراضات لنظرية التعلم البنائية وهي كما أوردها (الخالدي، 2013، نقلاً عن حرز الله، 2016):
إلا أن العيساوي والجمالي ذكرا من وجهة نظرهم أن مبادئ التعليم وفقاً للنظرية البنائية يمكن أن تتضمن:
دور التقنية الحديثة في تطبيق النظرية البنائية:
من خلال الفصول الافتراضية (مثل: البلاك بورد والتيمز والزووم) يتيح المعلم للمتعلم إرسال سؤاله أو معلومة معينة يتم مناقشتها بين المتعلمين، بحيث يتيح الفرصة لكل متعلم المشاركة في إبداء رأيه والبحث، وهذا النوع من النقاش يتيح توسيع مجال اطلاع المتعلم وتنويع مصادر معلوماته والتقدم بمستواه التعليمي والنفسي. كما أن الطريقة المصممة بها صفحات المواقع على الإنترنت تتيح عرض وتذكير المتعلم بالمعلومات السابقة، وعن طريق الروابط الإلكترونية المتشعبة تتاح لهم معلومات إضافية تساهم في تكوينهم للمعارف جديدة. (العييد والشايع، 2018: ص69)
رابعاً: النظرية الاتصالية
نشأة ومفهوم النظرية الاتصالية:
ظهرت نظرية المعرفة المجتمعية التي تحمل في جوهرها صفة الاتصالية، وهي تسعى جاهدة للتغلب على القيود المفروضة على النظرية السلوكية والإدراكية والبنائية، عن طريق تجميع العناصر البارزة من الأطر الثلاث (التعليمية-الاجتماعية – التكنولوجية)؛ وذلك بهدف استحداث نظريات جديدة ودينامية لبناء نظرية التعلم في العصر الرقمي، وهي تستخدم مفهوم الشبكة التي تتكون من عدة عقد تربط بينها وصلات. تمثل العقد المعلومات والبيانات على شبكة الويب، وهي إما أن تكون نصية أو مسموعة أو مرئية، أما الوصلات فهي عملية التعليم ذاتها وهي الجهد المبذول لربط هذه العقد مع بعضها لتشكيل شبكة من المعارف الشخصية.
قدم سيمنز ودوينز (2004) نظرية التعلم الاتصالية بما يتوافـق مع احتياجـات القرن الحادي والعشرين، والتي تأخذ في الاعتبار الاتجاهات الحديثة في التعلم، واستخدام التكنولوجيا للشبكات في الجمع بين العنـاصر ذات الصـلة في كثـير مـن نظريـات الـتعلم، والهياكـل الاجتماعيـة والتكنولوجيا لبناء نظرية قوية للتعلم في العصر الرقمي. (أبو خطوة، 2018: ص23)
وعرفها (سيمنز) بأنها: نظرية تسعى إلى توضيح كيفية حدوث التعلم في البيئات الإلكترونية المركبة، وكيفية تأثره عبر الديناميكيات الاجتماعية الجديدة، وتدعيمه بواسطة التكنولوجيات الجديدة. وبالتالي تعد النظرية الاتصالية من النظريات الحديثة التي ارتبطت بالتطور التكنولوجي المعاصر، وتسعى لوضع التعلم عبر الشبكات في إطار اجتماعي فعال. (عبدالعاطي،2016)
مميزات النظرية الاتصالية:
تعمل على تشجيع الاتصال بين المتعلم والمؤسسة التعليمية، كما أن لها دور في تنمية التبادل والتعاون بين المتعلمين من خلال التعلم النشط، وتركز دائماً على إعطاء تغذية راجعة لتقوية التأكيد على أهمية الوقت في إنجاز المهمة، كما تهتم بالمواهب وطرق التعليم والتعلم الحديثة. (العييد والشايع، 2018: ص83)
أهم مبادئ نظرية الاتصالية:
تتضمن مبادئ التعلم وفقاً للنظرية الاتصالية ما يلي:
دور التقنية الحديثة في تطبيق النظرية الاتصالية:
إن توظيف التعليم الإلكتروني يحتل أهمية كبيرة في النظرية الاتصالية من خلال تطويع التقنية لتيسير عملية التعليم والتعلم. ويركز التعليم الإلكتروني على المتعلم، وهذا يعني أن دور المتعلم في عملية التعليم والتعلم قد تغير وتبعا له فقد تغير دور المعلم من كونه مصدرا للمعلومات إلى كونه ميسرا ومنظما ومخططا لعملية التعلم، وهذا الموقف التعليمي يتم في بيئة غنية بمصادر المعلومات والمعارف. ومن هنا تبرز أهمية النظرية الاتصالية بأنها تيسر بيئة تفاعلية تعاونية معززة للإبداع، ففي شبكات التعلم الإلكتروني توجد منتديات للمناقشة النشطة والرسائل الإخبارية وقوائم البريد الإلكتروني وغيرها. (العييد والشايع، 2018: ص88-87)
خامسا: نظرية التعلم الاجتماعي
نشأة ومفهوم نظرية التعلم الاجتماعي:
تمتد جذورها إلى المدرسة السلوكية في علم النفس، وتنسب إلى عالمي النفس الأمريكيين نيل ميلر وجون دولارد 1941، حيث أنهما أول من اهتم بالتعلم من خلال الملاحظة في البيئة المحيطة بالفرد أو المجتمع الذي يعيش فيه، وهو الأساس الذي بنى عليه ” ألبرت باندورا ” عام 1965 و 1971 و 1994 نظرية الإدراك والتعلم الاجتماعي من وسائل الإعلام، وتعني أن الأفراد يتعلمون من الخبرات والتجارب في البيئة المحيطة بهم أو من المجتمع ومن بينها وسائل الإعلام. هذا التعلم يؤثر في سلوك الأفراد وآرائهم وعاداتهم واتجاهاتهم ومعتقداتهم وصفات شخصياتهم وغيرها، مع الأخذ في الاعتبار الكثير من العوامل الشخصية والاجتماعية والثقافية التي تتداخل مع هذا التأثير. (حسين، 2018: ص101)
مميزات وعيوب نظرية التعلم الاجتماعي:
تتميز بأنها ذات أساس منطقي يؤكد على الفروق الفردية بين المتعلمين وتنوع تفاعلهم مع المحيط حولهم. كما أن المفاهيم المكونة للنظرية مفاهيم بسيطة سهلة التطبيق مثل مفهوم الكفاءة الذاتية والملاحظة والتعلم ولا تعتمد على اعتبارات معينة في البيئة مثل اللغة أو الدين أو الأخلاقيات. إلا أن النظرية تغفل النظر إلى شخصيات الأفراد المختلفة ومشاعرهم وتصرفاتهم اللاواعية والعوامل الوراثية مركزة عوضا عن ذلك على المحيط الاجتماعي والتفاعل معه لاكتساب المهارات والتعلم. (العييد، والشايع، 2018: ص75)
أهم مبادئ نظرية التعلم الاجتماعي في تفسير التعلم:
دور التقنية الحديثة في تطبيق نظرية التعلم الاجتماعي:
يتم من خلال مشاهدة المتعلم لمقاطع الفيديو التفاعلية التي يُطرح فيها موضوع ما. ويتم طرح الأسئلة على المتعلم وترك فرصة له ليفكر ويستجيب قبل أن يسمع الإجابة، فبرامج مثل: دورا إكسبلورر، تعلم مع زكريا.. وغيرها تشجع المتعلم على المشاركة، حيث يشعره بأنه جزء من كل مرحلة من المراحل، كما يمكن إعطاء المتعلم فرصة التعلم عبر مشاهدة مقاطع الفيديو التعليمية التي تهدف لتعليم المهارات، مثل مهارة الرسم أو الأعمال الفنية أو الطهي وغيرها من المهارات. وتمتاز بالمرونة التي تمكن المتعلم من التحكم في المقطع بإعادته او تسريعه بحسب حاجته حتى يتقن المهارة. (العييد والشايع، 2018: ص77-76)
سادساً: نظرية أنماط التعلم
نشأة ومفهوم نظرية أنماط التعلم:
بدأت فكرة أنماط التعلم على يد ” کارل يونغ” 1927 الذي يعد الأب لنظرية أنماط التعلم والذي لاحظ الفروق الرئيسة في الطريقة التي يدرك بها المتعلمون المعلومات ويتخذون القرارات. لقد أدرك التربويون مدى أهمية نتائج أبحاث المتخصصين في مجال علم النفس وفي مجال الفروق الفردية وأنماط التعلم مما أثار اهتماماتهم بكيفية التعامل مع الطلبة المختلفين داخل المواقف الصفية التعليمية. وتوصل الباحثون إلى أن أنماط التعلم كافة تلتقي في نقطتين أساسيتين: التأكيد على العمليات والتأكيد على الشخصية. (الربيعي والأسدي، 2019: ص38)
وتعرف أنماط التعلم في هذا البحث بأنها “أسلوب التعلم الذي يفضله المتعلم ويستخدمه دون غيره من الأساليب في دراسته، وبه يتم إدراك ومعالجة المعلومات وتخزينها وترميزها واسترجاعها”. (حسن، 2016: ص289)
مميزات نظرية أنماط التعلم:
إن مقدار ما يتعلمه الفرد يعتمد على كون الخبرات التعليمية الموجهة نحو نمط التعلم الخاص به أكثر من اعتماده على ذكاء الفرد، فمعرفة أنماط التعلم تساعد المعلم على إعداد مواقف صفية بحيث تكون ذات معنى وذات فاعلية للمتعلمين. كما ان معرفة أنماط تعليم المتعلمين يساعد المعلم على اختياره للإستراتيجيات التعليمية المناسبة التي تحقق أهداف التعلم بفاعلية، ولذلك يكون التعلم أكثر نجاحا حين يكون الأسلوب التعليمي الذي تقدم فيه المهمة التعليمية مطابقة لأسلوب ونمط تعلم المتعلم. (العييد والشايع، 2018: ص116)
أهم مبادئ نظرية أنماط التعلم في تفسير التعلم:
دور التقنية الحديثة في تطبيق نظرية أنماط التعلم:
تنقسم أنماط التعلم الى 4 أقسام، وبناء على نمط المتعلم يتم توظيف التعلم بالتقنية، وهي كالتالي:
المراجع:
أبو خطوة، السيد عبد المولى السيد. (2018). مبادئ تصميم المقررات الإلكترونية المشتقة من نظريات التعلم وتطبيقاتها التعليمية. المؤسسة العربية للبحث العلمي والتنمية البشرية، (1)، 11-58. https://cutt.us/7Yedb
الزغول، عماد عبد الرحيم. (2009). نظريات التعلم. دار الشروق للنشر والتوزيع.
الشورة، زيد محمد خليف. (2012). أنماط التعلم وعلاقتها بدافعية الإنجاز لدى طلبة صعوبات التعلم. جامعة عمان العربية للدراسات العليا.
العيساوي، رهيف ناصر، والجمالي، خمائل شاكر. (2014). نموذج درايفر والنظرية البنائية. مجلة العلوم التربوية والنفسية، (110)، 360 – 335. https://cutt.us/IkhEd
التلواتي، رشيد. (2014 يونيو 12). نظريات التعلم: النظرية البنائية. تعليم جديد. https://cutt.us/rw9IH
أكناو، محمد الحبيب. (2017 مايو 3). ما هي النظريات المعرفية؟ روادها؟ و أهم اتجاهاتها؟. تعليم جديد. https://cutt.us/fnfgl
العييد، أفنان عبد الرحمن، والشايع، حصة محمد. (2018). تكنولوجيا التعليم الأسس والتطبيقات. مكتبة الرشد.
الربيعي، جمعة رشيد، والأسدي، عقيل رشيد. (2019). أنماط التعلم: نشأتها، أهميتها، تصنيفاتها. مجلة اللغه العربية وآدابها. جامعة الكوفة. (30)، 56-37.
حرز الله، حسام توفيق. (2016). واقع استخدام النظرية البنائية في التعليم لدى معلمي الرياضيات في محافظة طولكرم. مجلة جامعة فلسطين التقنية للأبحاث، (2)4، 1 – 14. https://ptuk.edu.ps/
حمدان، محمد زياد. (2017). مرشد إلى نظريات التعلم وإعاقات التعلم. دار التربية الحديثة.
حسن، منى سعد، وآخرون. (2016). استبانة تشخيص أنماط التعلم لطلاب الصف الاول الثانوي. جامعه حلوان. 22(3)، 281-318.
حسين، عزة جلال. (2018). تأثير فيديوهات الأطفال المقدمة عبر اليوتيوب على سلوك أطفال مرحلة ما قبل المدرسة في إطار نظرية التعلم الاجتماعي. مجلة اتحاد الجامعات العربية في بحوث الإعلام وتكنولوجيا الاتصال، (1)،104-152. http://search.mandumah.com/Record/1025201
عبد العاطي، حسن البتاع. (2016 مايو 15). الاتصالية نظرية التعلم في العصر الرقمي. المعرفة. https://cutt.us/sheeJ
كماش ، يوسف لازم. (2018). إستراتيجيات التعلم والتعليم: نظريات، مبادئ، مفاهيم. دار دجلة ناشرون وموزعون.
مرسي، محمد منير. (1985). دراسة عن: المدرسة السلوكية ومبادئها التربوية. مجلة اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، (72)، 74-76. http://search.mandumah.com/Record/317311
فشار، فاطمة الزهراء. (2019). نظريات التعلم المعرفية. مجلة دراسات وأبحاث، جامعة الجلفة. 11(34). 500-516. http://search.mandumah.com/Record/950363
كاتب المقال
أروى عبدالله بالبيد
مدربة ومعلمة تربية خاصة، باحثة ماجستير في التعليم الإلكتروني من قسم المناهج وطرق التدريس.