هذه كلماتٌ عن الذين لا يراهم أحد !
عن ربّات البيوت اللائي لا تُدرجهنّ وزارة العمل بين العاملين، ولا وزارة الدّفاع بين الجنود، رغم أنّه إن كان أحد يعمل في هذا العالم فهنّ، وإن كان أحد يُقاتل بشراسة لأجل قضيّة شريفة فهنّ أيضًا!
عن العمّال البسطاء الذين إن غابوا لم يُفتقدوا وإن حضرُوا لا يُأبه لهم، العتّالين في المرافئ، صبيان الميكانيكيين، العجوز التي تفترشُ الطّريق تبيع بضاعة مزجاة كي لا تمد يدها للناس، الآباء الذين يفلقون صخر الحياة بحثًا عن رغيف وكتاب، سائقي سيارات الأجرة، كانسي الطرقات، سائقي سيارات الإسعاف الذين يسابقون الموت ليصلوا بالمريض وبه رمق من حياة فلا يراهم أحد لأن الجميع سمروا أعينهم تجاه الطبيب، هؤلاء هم طعم العالم ونكهته، هؤلاء البشر مع مرتبة الشرف!
عن اللّواتي تأخر زواجهنّ، يمتن ألف مرة شوقًا لطفل وحبيب، حالت بينهم وبين أمانيهن عادات بالية نعلقها على مشجب النصيب، وكلنا نظن أنهن بخير، تبًا لنا، إنهن لسنَ بخير!
عن الشَّباب المكبلين بأصفاد المهور الغالية، والوظائف المفقودة، المحاصرين بعالم يراودهم عن أنفسهم كلّ يوم، هذا العالم الحقير بإعلامه الهابط، وفنه المثير للغرائز، ولكنَّهم ما زالوا على الطريق، يمشون إلى المساجد وفي أعماقهم ألف حرب تدور، ويراقبون الله رغم أن الحرام يسير، والدُّنيا تصرخ فيهم صراخ زليخة ليوسف: هيتَ لكَ!
عن الكثيرين ممن لم أذكرهم في هذا المقال لأني لم أرهم أنا أيضًا، لا تبتئسوا، يكفي أنَّ الله يرى!
أدهم شرقاوي
✅ 🌹🌹
✅ .
👇👇👇👇