يؤسفني أن أخبركم وأخبركن، أن هناك احتمالا كبيرا أنك أنتَ من يحب رفيقته في الحقيقة لكنك لا تجرؤ على البوح بحقيقة مشاعرك، وأنكِ أنتِ من يغار حقيقة من صديقتك أو قريبتك لكنك غير قادرة على البوح بمشاعرك أيضا!
يحدث ما سبق نتيجة حيلة دفاعية نفسية تدعى الاسقاط (Projection)، لا يكون لدى الشخص الشجاعة الكافية لمواجهة شعور محرج يشعر به, فيقوم باتهام الآخرين به. يشبه ذلك تماما جهاز الاسقاط الضوئي (البروجكتور) أنت ترى الصورة على الجدار, لكنك تعلم أن الجدار لم يصنعها بل هو جهاز الاسقاط الضوئي. تحدث هذه العملية بشكل غير واٍع ، ولا يدرك المرء ذلك، بل هو عقله الباطن! إنها حيلة غير ناضجة للتغلب على الحرج والضيق إذا عبر الانسان عن حقيقة مشاعره.
قد يحدث أيضا اسقاط نفسي للصفات الحميدة وذلك ما يدعى بالسذاجة أحيانا, حيث يتم التعامل مع الناس جميعا أنهم طيبون, شرفاء, صادقون, بسبب اتصاف الشخص بهذه الصفات. يكون هذا الشخص طيبا و على نيته كما يقولون.
إذا كان ما تظنه في الطرف الاخر مبنيا على أدلة مادية يصعب دحضها, يكون ظنك حقيقيا. بينما عندما يكون
الظن مبنيا على مشاعر قلبية لا يعلمها إلا الله عندها يكون الاتهام نوعا من الاسقاط على الاغلب. الحب والكره والغيرة والحقد, كلها مشاعر نفسية لا يعلمها إلا الله ومن تتهمه بذلك.
الدكتور طلال نقار
(سماعة حكيم)