لا..لم يمت زوجي…لا لم يرسب إبني في مدرسته…لا لم تخسر تجارتي…لا..ابني ليس لصا ولا يسرق… ابي ليس مريضا بالمرض الفلاني…تشخيصكم خطأ… أنتم تكذبون…هناك خطأ ما…
جميع ما سبق يندرج تحت حيلة نفسية تدعى الانكار (Denial)، يلجأ إليها العقل البشري بشكل غير واعي للتخلص من الحرج والضيق الذي يشعر به عند مواجهة الحقيقة. الإنكار هو أول مراحل مواجهة الصدمة النفسية، قد يستمر لدقائق عدة وقد يطول لأيام وأشهر وسنوات…
قد يفيد وجود عامل خارجي أو طرف ثالث في التخفيف من الانكار أو ربما تغذيته وزيادته… تحكيم لغة العقل أو تغذية لغة العاطفة… فلان لا يمكن أن يفعل كذا….رغم أنه ربما قبض عليه بالجرم المشهود وربما اعترف بلسانه…تبقى الأم في حالة إنكار وانفصال عن الواقع! هي لا تدرك أبدا الحقيقة، ويختلف ذلك عن حالات الانكار الواعي، رفض الاعتراف بالحقيقة رغم ادراكها في داخلك.
من أصعب حالات الانكار التي واجهتها هي أن ينكر الاهل مرض قريبهم, بينما هو عالم بمرضه وتفاصيله ومدرك لخياراته العلاجية. هو في أحوج ما يكون إلى دعمهم, دعمهم هنا جزء من الخيارات العلاجية المحدودة, بينما هم لا يزالون يعيشون حالة الانكار.
ماذا لو كان ما يقولونه صحيحا؟ تلك أولى مراحل مواجهة الحقيقة وقد تساعد في التغلب على حالة الانكار. تغليب لغة العقل والتعامل مع الأدلة مقابل لغة القلب والمشاعر والأحاسيس.
الدكتور طلال نقار.
(سماعة حكيم)