ثلاث أطفال نائمون على الرصيف أكبرهم على أحسن تقدير لا يتجاوز الخامسة عشر.
كانت الساعة العاشرة صباحا حيث ابتدأ الشارع بالاكتظاظ، عندها بدأ الجوار بملاحظة هذه المأساة وقاموا بالالتفاف على الأطفال ورؤية ما يستطيعون فعله.
مظهر تقشعر له الأبدان من نخوة أهالي الحي وعلى الفور تم عقد قمّة فجائيّة بين أربعة من الوجهاء لمناقشة ماذا سيفعلون.
قال الأوّل:لاحظوا معي الطفل الأكبر ويده في سرواله ونحن لدينا نساء ونخاف عليهن ولا يصح أن يشاهدوا هذا المنظر الخادش، لذا علينا بإيقاظهم قبل كلّ شيء وثمّ نخطّط ماذا سنفعل.
أيّده البقيّة وعلى الفور أيقظوا الأطفال بقرف، وكان يبدو عليهم الإنهاك والتعب. وفي البداية لم يذكر الأطفال أين هم ولماذا هم هنا، فجلسوا حيث أفاقوا ليعيدوا سلسلة ترابط الأحداث وطلب أصغرهم ماء.
وهنا تمّ تكملة الاجتماع الطارئ:
لا يجب علينا جلب الماء لهم أو إطعامهم كي لا يستمتعوا بالإقامة هنا ويكرّروها، ونصحى يوميّا على رؤية هذه القذارة.
عافاك الله بل يجب علينا إخافتهم حتّى يرحلوا من هنا مباشرة فماذا تقترحون؟
الحلّ عندي سوف أجعلهم يركضون هربا من هنا راقبوا ماذا سأفعل:
أيّها الأطفال إنّني أهتمّ لأمركم ولذلك عليّ إخباركم بأنّ البقّال قد اتّصل بالشرطة مبلغا عليكم وهم آتون لاعتقالكم لذا اهربوا قبل فوات الأوان.
وهرب الأطفال بعد أن لملموا أمتعتهم وهو شرشف فقط وهو بذاته مخدّة وكذلك سرير وسقف وحائط وخزانة هو كل ما يملكونه من مأوى
وبعد ثوان اختفوا
وهنا تشكّر أعضاء الحارة بعضهم بعضا وقال الأخير لا داعي للشكر لم أفعل إلّا واجبي (إن خليت خربت) وقال آخر له بارك الله بك (لسّه الدنيا بخير).
وبما أنّ الدنيا ما زالت بخير فأنا بدوري شاركتهم بهذا العمل الخيري من منطلق (رياء التصوير والكتابة الإنسانيّة)
ولعلّ هذا هو خيرنا ولربّما هو مختلف عن المألوف أو عمّا يجب أن يكون ولكن في النهاية تم طرد الغزاة لأنّهم يخدشون حياءنا✍🏻
بشر صابوني
(سماعة حكيم)
لاء ..
..
..
يعني برأيك هيك انحلت مشكلتهن؟
مافهمت هالحكي حقيقي ولا قصة نسج الخيال ؟
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
القصة حقيقية