يبدو لي أنه مكتئب كثيراً ولكن لديه كل الأسباب لأن يكون ك

يبدو لي أنه مكتئب كثيراً😥…. ولكن لديه كل الأسباب لأن يكون كذلك…

(بدأت مناوبتي الليلية في قسم الأطفال ) تقول الدكتورة.
وقبل أن أذهب إلى الاسعاف تلقيت تسليم الأطفال المقبولين في القسم من قبل الطبيبة التي انتهت مناوبتها النهارية.

– الزميلة : في السرير ٢٢ هناك فرانشيسكو عمره ٨ سنوات، قد تم قبوله البارحة بسبب اقياءات مترددة غير يومية وليست ليلية أبداً منذ عشرة أيام، وألم بطني أحياناً، قد يكون هناك أيضاً نقص وزن.
-أليساندرا: هل لديه حرارة، هل هناك مرض لدى الأهل؟
– الزميلة: لم يصب أبدأ بحرارة، ولكن الأب أبضاً كان عنده بعض الاقياءات، الأهل يقولون أنه بعد بدء المدرسة فإن الطفل لم يعد على ماكان عليه، دائماً متعب، يريد النوم بشكل دائم ولايريد الذهاب إلى المدرسة.
– تقول الممرضة التي كانت حاضرة: هؤلاء الاطفال بعد شهور من البقاء في المنزل بسبب الكوفيد، يجدون صعوبة في العودة إلى المدرسة والبقاء ساعات طويلة، و التواصل مع أقرانهم.
– أليساندرا: نعم لدينا كثير من الأطفال المقبولين مع اضطرابات (جسمية- نفسية) ، بسبب هذه الفترة العصيبة، ماهو انطباعك يازميلتي؟.
– منذ قبوله، لم يتقيأ أبدا، وتحمّل التغذية بدون مشاكل،الفحص السريري والعصبي أيضاً يبدو طبيعياَ، يبدو عليه الخمول قليلاً، يبدو لي أنه مكتئب بشدة،الفحوص المخبربة سليمة، لايوجد فقر دم ،لايوجد مشعرات التهابية ايجابية، الخمائر الكبدية، الوظائف الكلوية، غازات الدم طبيعية.
بعد فترة قصيرة جاء والد فرانشيسكو إلى الدكتورة أليساندرا والدموع في عينيه😪، قائلاً: ابني لم يعد أبداً كما كان، لايضحك أبداً،مشكلته ليست الاقياء، فهو لم يعد يتقيّأ، ولكن مشكلته هي التعب،نام كلّ بعد الظهر، استيقظ فقط للعشاء، وهاهو يعود للنوم.
تذهب الدكتورة إلى الغرفة، وتجد صعوبة في ايقاظه،عندما استيقظ كان لديه صعوبة في ابقاء الرأس مرفوعاً، على كل حال كان متوجّهاً، يجيب بدقة على الأسئلة، وتم تأكيد الفحص العصبي الطبيعي.
تقول أليساندرا: لست مقتنعة، قد يكون مكتئباً، ولكن كان هناك صعوبة شديدة في ايقاظه🧐، وليس الطفل المعتاد بالنسبة لأهله🥺، وهناك تغيرات في المزاج والشخصية🤔.
طلبت الدكتورة رنين مغنطيسي: أظهر تشكل كبير غازي متعدد الفصوص،بحجم ٤ × ٦ سم 😲، خارج محوري،فوق وخلف السرج، يشغل أيضاً الصهريج حول الدماغ المتوسط،وجزئياً الصهريح حول الجسر، يتوافق مع ورم قحفي بلعومي.
توسع في البطينات الجانبية، استسقاء دماغ حاد.
هذه الحالة لايمكن نسيانها لأن فرانشيسكو، لم يكن لديه الأعراض المعتادة التي توحي بورم دماغي: صداع، أو غثيان أو اقياء نافوري، أو اضطرابات رؤية، أو اضطرابات هرموني بسبب ضغط ماتحت الوطاء، الاقياء كان فقط في المنزل.
الرسالة التي يجب نقلها: أنه في حالة طفل، متعب مع تغبر في الشخصية،مع خمول،( ليس الطفل المعهود)،يجب الشك بكتلة دماغية.
د. عمار أحمد
حالة مأخوذة من مجلة medico e bambino الايطالية.

(سماعة حكيم)